وأنا أكتب الأن أوشك أن اقطع يدايا.. الألم النفسي المبرح الناجم عنهما يكاد يثقب راسب...
أعزي جسدي العالق الذي سيفتقدهما حقا...مزلت أفكر ماذا سأفعل بعد ذلك أعني بعد أن أمررهما على آلة قطع الرخام..لا أفكر كثيرا بمقدار الألم بقدر ما أفكر أي ضريح أو أي قلب يكون قادرا على إحتضان جسدا بلا يدين..أفكر بفانج جوخ ربما لم يكن مجنونا فعلا ربما كان مثلي فقط...المسكين قطع أذنه وأرسلها لمن يحب فقط لتهمس له سرا "أحبك"... حينها لن يحتاج مرة أخرى إليها.. لأن جسده جميعا سيكون قد شبع أخيرا و لو بالقليل...لكن أنا..أنا لم قد أفصل يدايا الحبيبتين...إنهما تكتبان لأجلي وتشعران وتصفقان وتلمسان وجهي و تحتضنان جوعي ووجعي....لا لا تذكرت يجب أن افعل ذلك لقد وعدتهما بأن أريحهما بالنهاية من خطيئتي..أن يقابلا الله دون ذنوب..دوني أنا...ذنبهما الأكبر...هذا أخر ما قد تلمسانه...الحديد البارد الذي سينحرهما....والهواء الجاف الذي يخترقهما...الأمر سيكون هادئا وباردا مثل هذه الليلة تماما..لكن ماذا لو أصابني الجوع مرة أخرى...ماذا لو أن جسدي تضور إلى الله؟..من سيطعمني مذاق التوت...علي الاسراع حقا بقطع هاتين اليدين وإلا سأسقط داخل أفكاري...نيراني هي التي ستلتهمني بالنهاية...الحريق ينتقل من يدي إلى جسدي...لا ينطفئ لا يفعل أبدا..لكن أحيانا يمطر الله قطرات من الجنة داخل فمي..يتجمع أغلبه على شفتي أشتم ريحه فقط وأعاني من الجفاف ما قتل...يحاول جسدي المقاومة...يدايا لا تخونانه أبدا...ربما يجب حرق كلي...لطالما ظننت أني ضريح إختنق في رحم أمي...تقيأته ملائكة ربي..فجوة داخل الزمن... محرقة..مطرقة متشددة..زخرفة مخيفة...ورقة محترقة....منحرفة...مقطوعة...الاطراف..مبتورتة الاوصال
الاتصال بجسدي خطيئة ...أتضور جوعا...الجنة محرمة...التفاح فاسد...أسقط إلى الاسفل...حيث أسقطتني أمي...حيث الأرض الباردة والمياه الجافة....لا يمكنني أن أرتفع...جسدي فوق السرير يأن..أقضم تفاحة من عدم...الدودة الآن داخل رأسي تنخر وتخرج من بطني...يتصاعد نفسي...غادرني عقلي...أعتقد للحظة أن الله غادرني...جسدي ممدد أمامي..شبه عاري...يتشبع ببرودة الأرض...ينحر على نفسه رأسي...يعتصر كالخمر..يسيل حارا كالشمس..يقضم التفاح..أحمر قرمزي كالدم.....يسقط دود ميت داخل فمي...احاول التقيء...دفن رأسي داخل حجري...إخفاء الشمس...وشت بي ملائكة ربي ورحم امي..وشت بي يدايا والنار المحيطة برأسي...الله حاضر.....أحمل رأسي وأقدمه إليه...النار بكل مكان...أنا والتفاح والدود سواء...نمتزج داخل دماء أمي...نعتصر كالخمر في علقة تصرخ" أنا من صنع ربي" حلاوة الجسد في خلقه...وعذاب البشر في حبه وها أنا أفصل جسدي