هذه خاطرة فارغة من الخواطر ، فكثرة التفكير أرهقتني ، و شدة الحب أرقتني و كثرة الحديث أسكتتني لذلك أردت كتابة شيئا لا يعني شيئا
لكنه في ذاته يعني كل شئ ، و لنسميها فلسفة عدم وجود أي فلسفة ، فلسفة الهدوء .
أي أن تكون طرقات الفكر خالية من ضجيج العربات و تلوثها النفسي ، أن يكون هناك حظر تجوال للأفكار في العقل لفترة حفاظاً على أمن مدينة الإنسان من خطر الأفكار الضالة و الإرهاق النفسي .
عدم تفكيرك في شئ و شعورك بالهدوء التام يحدث انسياباً للأفكار و مرونتها فضلا عن اندماج روحك الهادئة بملكوت الله فيزداد ايمانك و تنضج فراستك . إن عدم فعل شئ إطلاقا يكمن داخله فعل أشياءاً معقدة من الصعب فعلها ؛ تحررك من وساوس التفكير و الشك ، التحكم في انفعالات الأعصاب ، التعمق في التفكير ، انتعاش الروح و تجديد الطاقة الإيجابية لاستثمارها في الوصول للأحلام ، الوصول إلى الذات بالتقرب إلي الله . كل هذه الأمور يستحيل الوصول إليها و أنت هائم الفكر مشتت النفس .
الهدوء لا يعني أن تجلس مقيداً موضعك ، بل على النقيض فالهدوء هو أن تجلس موضعك و روحك تحلق بعيداً في دروب الحياة لتكتشف حقيقة الأمور و يزول عنها ستار الزيف ، الهدوء أساس الحرية النفسية التي هي منطلق تحقيق الأحلام و من ثم الوصول إلي الذات .
قد يكون الوصول للهدوء ليس سهلا كما نعتقد ، فلابد من بعض التضحيات في سبيل هذه الجائزة الكبرى :
أولا : يجب أن ترضى بما أنت عليه كل الرضا و تتحلى بالقناعة حتى تصل روحك لأسمى درجات الزهد ، أتذكر قول أبي فراس الحمدانى ( ما كل ما فوق البسيطة كافياً فإذا قنعت فكل شئ كاف )
ثانياً : اعتزل ما يؤيذك و على رأسها شهواتك ، لا تكن عبدا للشهوات ، تحكم في ذاتك و سيطر عليها .
ثالثاً : حسن النية مع بعض الحذر يقلل من مجهودك الزهني في الشك و القرار .
رابعاً و أخيرا : نشر قانون حظر تجوال الأفكار في صميم القلب و الإرادة حتى تعلم كل خلاياك بطور الهدوء و بمعنى آخر " إقناع الذات "
عن طريق بدء ممارسة فعاليات طور الهدوء كالتقرب إلى الله و الإندماج مع الروح .
الهدوء ليس خبثاً و لا كرهاً للآخرين ، إنه محاولة صادقة لفهم كل شئ و رؤية كل شئ على حقيقته .
-
Mohaamed محمديجب أن تؤدي دورك الهزلي بكل جدية !
التعليقات
..ابدعت حقا
احسنت بارك الله فيك مقال جميل وحروفه مدسمة بالمعاني ، ما اروع الهدوء وما اروع حظر التجوال للافكار نسأل الله هدوء في الدنيا والآخرة ... بوركت