في عام ١٨٦٨ نشرت لويزا ماي ألكوت الجزء الأول من Little Women، والتي ستُصبح من أشهر رواياتها (على الرغم من أن الأمر استغرقها أقل من شهرين لكتابتِها). واليوم بعد أكثر من ١٥٠ عاماً، أصبحت المخرجة المرشحة لجائزة الأوسكار جريتا جيروغ تُثير الجوائزِ بالفعل بسبب تكيفها الجديد مع رواية ألكوت، يأتي الفيلم بالطبع بعد أقل من عام من تكييف BBC للقصة في مسلسل قصير (للمرة الرابعة) والتي تم عرضه كجزء من سلسلة تحفة في ربيع عام ٢٠١٨.

هذان المشروعان هما أحدث احتفالات الرواية المحبوبة، التي تم تكييفها أكثر من عشرين مرة - ليس فقط للفيلم والتلفزيون ولكن كمسرحيات مسرحية وموسيقية، أوبرا ودراما إذاعية، وحتى مسلسل أنيمي ياباني. كل هذا يطرح السؤال: لماذا؟ بعد كل هذا الوقت نستمر في العودة إلى قصةٍ تتمحور حول أربع أخوات نُشأنّ في القرن الثامن عشر؟

أحد الأسباب هو أن الكتاب مكتوب بمثل هذا الحوار الطبيعي الذي حتى اليوم لا يزال واقعياً في تصويره للأنوثة (وليس فقط للفتاة). تفترضُ النساء في العالم أن حياة ألكوت الحقيقية - تعيش هي وأسرتها في فقر؛ انتقلت هي وعائلتها ٣٠ مرة في ٢٢ سنة؛ كانت كاتبة عندما لم يتم تشجيع النساء على الكتابة؛ تُرجمت إلى محتوى مرتبط عالمياً قد تمكن من تجاوز العقود. خاصة أنها تطرقت لمواضيع نسوية، بما تعتبره الكثير من النساء النسويات هو أن لا يمكن إنكارهن في الحياة الواقعية، لم تتزوج ألكوت أبداً، ولكن ككاتبة أجُبرت في النهاية على تزويج جميع أخوات مارش وأن أحد أسباب نجاحهِ هو أن الكتاب ليس مجرد رواية عاطفية، ولكن أيضاً كتابٌ عن ثورةِ الغضّب للأنثى.

في مناقشة كتاب Rioux كُتبت سارة بلاكوود:

أن "المرأة الصغيرة" قد عّانت بسبب محاولتها في الموازنة بين الأسرة والعمل وقيمة الزواج، وكتبت بلاكوود: "المنازل التي تصورها [ألكوت] مريحة ودافئة، وأحلام فتيات مارش تتحقق وتتنازل بشكل محبط".

بالنسبة لجريتا جيروغ التي أصبحت أول مخرجة أفلام تحصل على أفضل ترشيح لجائزة أوسكار عن أول ظهور لها مع فيلم " Lady Bird " شبه السيرة الذاتية لعام ٢٠١٧، فقد يكون تكيفها الصغير مع النساء الأكثر شخصية بارزاً. قالت جيروغ لـ Vanity Fair: "يبدو هذا الفلم وكأنهُ سيرتنا الذاتية. عندما نعيش في كتاب، يصبح تقريباً مشهدٍ من حياتنا... يصبح جزءاً منا بطريقةٍ عميقة"