لازال سائرآ علي دربه الوعر الطريق من قريته الريفية الصغيرة الي المدينة المجاورة صعب للغاية محفوف بالمخاطر تحيط به اساطير الرعب الغريبة.. اراض زراعية شاسعة مهجورة خاوية من البشر لم يجرؤ احد علي الاقتراب منها بعدما سرت تلك الاسطورة الغريبة و التي ربط الاهالي بينها و بين حوادث اختفاء مشايخ و رجال القرية... وهدان شاب في منتصف الثلاثينات ذو وجه كبير و شعر اسود شاسع و جسد نحيل كانت تعتبره القرية من خيرة شبابها لمروئته و شجاعته.. كان والده الحاج حمدان امام مسجد القرية رجل تقي ورع في منتصف الستينات الكل يشهد له باخلاقه وورعه..
و في اخر القرية نبصر منزل الحاج حمدان منزل كبير قديم مكون من ثلاث طوابق... تحيط به حديقة المنزل الشاسعة الملفت للامر ان الطريق الذي تخشاه القرية كان يقع خلف منزل الشيخ حمدان...
نعود الي مسرح الاحداث كان الاعب قد انهك قواه القي جسده اسفل شجرة النخيل التي استظل بها من حرارة الشمس...
وهدان وهداااان
همسات مجهولة المصدر تدوي في اذناه بقوة... يصرخ باعلي صوته من هناك...
سكون تام يخيم علي الكون في تلك اللحظة تذكر والده الشيخ حمدان حينما علمه ان يقرأ ايات من القرءآن الكريم في تلك اللحظة... استجمع قواه بدأ يتلو ايات من القراءن الكريم..
شعر بالراحة و حمد الله علي نجاته.. لازال السؤال يطرح بباله من صاحبة الهمسات المجهولة...
في مشهد اخر ندخل الي منزل الشيخ حمدان يقودنا المدخل الرئيسي الي دهليز طويل تعلق فيه قناديل من الزجاج يفضي بنا الدهليز الي الصالة الفسيحة...
نري امرأة قد جاوزت الخمسين من العمر جميلة ذات وجه جميل و جسد نحيل ترتدي عباءة طويلة و خمار طويل يسدل علي كتفيها يبدوا ان المرأة قد انتهت من صلاتها فكانت تمسك بيديها سبحة تسبح عليها..
حاجة هنادي هل انتهيتي من الصلاة..
اجل يا حاج حمدان سأقرأ قليلا من القرءان قلبي ينفطر علي ولدي وهدان يا حاج حمدان..
لا تخافي يا حاجة هنادي ارقيه بالقرءان سيعود بخير استودعيه الله يا زوجتي العزيزة...
و نعم بالله يا حاج حمدان استودعتك الله يا ولدي وهدان..
تجاهد لكي تخفي دموعها المكتومة التي تتسلل الي وجنتيها رغمآ عنها...
شارف طريقة علي الانتهاء تفصله لحظات علي اعتاب المدينة نجي من الموت بالعناية الالهية...
كان اول خطواته بالمدينة مسجد المدينة مسجد كبير شاسع تتلألأ مآذنه الشاهقة الارتفاع...
يدخل من المدخل الرئيسي يفضي بنا الي الدهليز الطويل الذي يفضي بنا الي الصحن ...
صحن كبير يحيط به اروقته الاربعة...
باحد اروقة المسجد نجد وهدان واقفآ مستعدا للصلاة...
ركعتين شكر لله علي نجاته من المخاطر.. و في نفس اللحظة كانت والدته تتلو القرءآن و قلبها يدعوا الله ان يحفظ ولدها سالمآ مغانمآ... القلوب التقية الطاهرة علي سجيتها يلهمها الله ثباتا و يقينآ من عنده....
تمت
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب