البيت آيل للسقوط ۲
وهل للروح تنكيساً من الأوجاع أم ستسقط مثلها مثل حبات الرمال
نشر في 25 يناير 2018 .
وباتت الأحزان تغزو العقول وتحطم كل القلوب، تكاد أن تسحق جموع الناس وتساويهم أرضاً، أما آن للرفق أن يأخذ طريقاً وينحي تلك الأوجاع جانباً.
كان البيت آيلاً للسقوط حينما أنتفض جميع السكان ضد صاحب البيت لتنكيسه خوفاً على أطفالهم وزويهم من سقوط البيت، كانوا يهرولون ويتمتمون بكلمات وعبارات ما هي الا تعبير عن خوفهم وعن غضبهم في نفس الوقت، البيت سيسقط لن يكون هناك مسكن، لن يكون هناك الا شارع كبير بضواحي ضيقة رائحتها عَفنة، لن يكون فيه الا خوف وظلام دامس يدخل يفتت الأنفاس من الرعب، لن يكون هناك منزل يستر الأعراض وعيش وخبز يأكله الأولاد، لن يكون هناك حرية كما كان في البيت، لن يكون هناك أمان، بل سيكون كل شيء مباح.
لم يفكر صاحب البيت سوى أنهم سائرون ضده لم يكن يعي أنهم خائفون يريدون الأطلاع على موقفه والأصح أنهم يريدون موافقته على تنكيس البيت وليس هدمه.
قرر صاحب البيت بهدمه فالبيت آيل للسقوط وقالها عدة مرات البيت آيل للسقوط البيت آيل للسقوط، فلتساندوني ونقوم ببناء بيت جديد لا يتأثر بالرياح لا يتأثر ببناء الأخرين لن يهزه أي زلزال، وهنا كانت الفجيعة بعد أن كانوا بمثابة أسرة واحدة متحدة مع تنكيس البيت والبقاء فيه، أنقلبت الأحوال فأنقسموا إلى فريقين فريق مع الأرتحال وفريق مع البقاء.
وماكان من صاحب البيت ألا أنه أستأجر عدد لا بأس به من البلطجية قاموا بترويع وضرب وسحل كل من كان ضده، وهنا أنقلب السحر على الساحر فالمرتحلين قرروا البقاء، ليس حباً أنما حزناً على من راح وفات في الظُلمات.
صاحب البيت تناسى أن الذين يريدون الرحيل يقطنون في نفس البيت يقتنون في نفس المنزل ومنهم من يقطن مع أخيه في نفس الغرفة، في كل بيت فُقد فرد، في كل بيت فُقد جزء، في كل بيت فُقدت ضحكة.
وتتابعت الأحداث إلى أن سُجن صاحب البيت لفعلته فكل شيء هالك الا تطبيق القانون، ولكن البيت مازال آيلاً للسقوط.
-
Dr- Aya EmamTalks about #analysisskills, #economicrecovery, #enterpreneurship, #ecosystemservices, and #enterpreneurlifestyle