جائحة الخير - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

جائحة الخير

فوائد كورونا

  نشر في 06 أبريل 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .


قال الشاعر...

دع المقادير تجري في اعنتها

ولا نبيتن الا خالي البال

ما بين غمضة عين و انتباهتها

يغير الله من حال الى حال...

فيروس ميكروسكوبي لا يرى بالعين المجردة يثير الجدل و الضجة!، انه فيروس كورونا (كوفيد-19) الذي اصبح موضوعنا المستجد الصباحي و المسائي. ولا احد يخفى على انه بين الامس و اليوم تغير مجرى المياه وها نحن نعيش حياة من نوع آخر.

بعيدا يا صديقي عن الجائحة و الكارثة وراء هذا الفيروس، حيث كثيرة هي مخلفاتها التي جعلت لنا المعيشة تبدو ضنكاء و قاتمة، لقد اتيت اليوم بهذا القلم لاشكر كوفيد-19

عجبا، كيف؟!!... نعم لانه فيروس حقق ما لم تقدر البشرية على تحقيقه بل واظهر مدى عجزها و ضعفها امام امر الواقع. فيروس جاء بفضل كبير على جل الامم.

لكم ما جاءنا به فيروس كورونا من فضل...

لقد نجح في توحيد البشرية لاول مرة في التاريخ

وها هي الامم تتفق على ان تتفق ليكون شعارنا جميعا هو "خليك في دارك". يهتف الكل بهذا الشعار، خشية الخروج والتقاط فيروس كورونا، وكذا بغية تفادي ان نكون ضحية هذا الوباء القاتل، لعلها سنة محمد صلى الله عليه و سلم، فعن عقبة ابن عامر رضي الله عنه قال:قلت يا رسول الله ما النجاة ؟ قال:" امسك عليك لسانك و ليسعك بيتك وابك على خطيئتك". كم كنا جاهلين بفضل هذه السنة حتى جاءت كورونا ، وها نحن نرى الان اللمة من جديد، ونلاحظ مدى اقتراب افراد العائلة بعضهم لبعض، جاءت كورونا فربطت حبال الصلة من جديد، واظهرت قوة التلاحم و المعنى الحقيقي للعائلة. ليس فقط لزوم البيت بل اصبحت النصيحة الموالية هي الحث على النظافة، اصبح جل العالم يهتف بغية ان يصل الناس لوعي تام و قناعة مكتملة بان النظافة هي النجاة قبل الاصابة، حيث ان الوقاية خير من العلاج، و كما قال عليه افضل الصلاة و السلام " النظافة من الايمان". انها سنة كانت محجوبة ايضا.

اتحد العالم و التزم الناس بيوتهم كما اخذوا احتياطات و تدابير كلها مبنية على ان تكون النظافة سلاح ضد الاصابة او العدوى. فاذا بالعالم اضحى يسير وفق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، اضحى يتبنى تعليمات الاسلام، دين الحق، بغية تخطي الازمة و النجاة من الكارثة.

راحة الارض...

لقد نشرت وكالت ناسا صورا لتراجع حاد للتلوث في الصين، كما اكدت انخفاضا في اكسيد النيتروجين في البلد نفسه وفي غيره من البلدان ، انه تراجع يوضح ان كوكب الارض يعتبر المستفيد الاول و هاهي الارض تلتقط انفاسها ، بعد ان تم الحجر على المناطق و البلدان، و الذي قلص الحركة الى حد ادنى بعد ان كانت الاراضي و الساحات تعج بالبشر وكانت المصانع تبعث غازات سامة تسبب في ازعاج الارض. يمكن القول بان فيروس كورونا كان له الفضل في تحقيق توازن ييئي بالرغم من انه غير مقصود الا انه حد من الاجحاف الذي تعرضت له الطبيعة.

كورونا تحارب الفساد، تنهى عن المنكر و تامر بالمعروف.

كم كان العالم في ضجة، كان الناس في افتراء، وهم في طغيانهم يعمهون، حتى عم الفساد! و كم كنا نرى لهفة الكثير امام تبني ثقافة فاسدة اتتنا بها العولمة على اساس انه الصواب هروبا من الواقع المر. عشنا في ترف و عكوف حتى تربت فينا القسوة و البلادة، عشنا داخل محيط يكسوه انحطاط مهول للقيم حتى تفككت العلاقات و تحكم الهوى في الناس، ساد الاختلاط في الملاهي، المقاهي وفي الاماكن العمومية حتى ما عدنا نعي ما الذي يجري، كما حجبنا عن مدى جمال الارض و الطبيعة، لكن ها هو كوفيد-19 ياتي ويحث على التزام الحجر الصحي، الذي هو ايضا مبدأ من مبادئ الاسلام للحد من انتشار الامراض الوبائية، حجر صحي حقق هدنة كبيرة و عظيمة قل بها الفساد حيث ما عادت لا مقاهي و لا ملاهي ولا فرص للفنانين و غيرهم لممارسة التراهات، ما عادت هناك مهرجانات يتهافت فيها الناس من اجل مشاهدة التفاهة و اللاشيء. وفي الحقيقة كان لهذا الفيروس فضل كبير في ان يعيش اهل فلسطين، اهل اليمن، و غيرهم من البلدان في هناء و لاول مرة بعد شن الحروب ضدهم، بعد تعذيبهم و سفك دماءهم... ها هم الآن في راحة بعيدة عن كيد الكائدين من الدول الفاسدة التي تضل تهلك الابرياء و تحتف المواطن الفقير الضعيف. و الحمد لله ان هذا الفيروس اثبت ان سقوط اكبر الدول (الدول العظمى) ليس بصواريخ عابرة للقارات انما هو فقط بفيروس لا يرى بالعين المجردة، فاذا بنا نعيش الان في حجر صحي بلا قنابل ذرية، او اسلحة نووية حصدت ما يكفي من ارواح البشرية. حجر صحي امر بالمعروف ونهى عن المنكر غير ما كان مالوف.

كورونا يزيل الستار لفضح العديد من الدول، من حيث واقعهم المر الذي احتاج الآن للبحث العلمي الذي كان من المفروض تمويله و دعمه لكي يثمر لنا في مثل هذه المحن، لانه المنقذ الوحيد بعد لطف الله، لكن ومع الاسف لم يعيروا له اهتمام قدر ما كان اهتمامهم بالمهرجانات و تمويل الفساد فقط... فاذا بهم الآن يدفعون ثمن هولهم .!!

انتهت حلول الارض و ترك الامر للسماء

لا يا عزيزي و الله ان الامر متروك لرب العرش العظيم منذ ان خلق السماوات و الارض و منذ الازل، لكن كانت بعض الدول طاغية و فاسدة حيث فسادها هذا منعها من رؤية الحقيقة، الى ان عرفت كورونا، فها هي الان دول تحث على مبادئ اسلامية الاصل، ترغيبا و ليس ترهيبا كالذي كان معتاد. و الحمد لله على حياة يدبرها الله وفق رحمته.

كم كنا مفترين بحق النعم، مساجدنا مفتوحة لكنها فارغة، فرصة زيارة مكة و الاشراف على حج بيت الله جعلوا منها تجارة لا ينتفع بها الا الاغنياء بغية تلبس اسم الحاج ، كنا غافلين عن عظمة الحياة التي كنا نعيشها و ندعي انها حياة ضنكاء قاتمة، حتى اتى فيروس كورونا الذي جعلنا نرجوا الله ليل نهار لنعود لحياتنا الطبيعية، ندعوا الله كي نرى الطواف موة اخرى ولو عبر التلفاز لان رؤية الكعبة فارغة يؤسف ويجرح القلب، ندعوا الله ليل نهار ان تفتح مساجدنا من جديد على امل ان تعيد البشرية النظر في دينها، ها هو كوفيد 19 اوضح لنا قيمة حياتنا الطبيعية التي كنا نعيشها، اولوياتنا التي غفلنا عليها، جبروتنا المحبط. فيروس اكد اننا بحاجة لاعادة النظر في محيطنا، في تصرفاتنا، جعلنا نجمد الله ونشكره على نعمه التي لا تعد و لا تحصى، اوضح لنا اهمية صلة الرحيم التي كنا غافلين عنها، حيث اننا الان وعبر الهواتف اصبحنا نطلب السماح و نعترف بالاخطاء...

كورونا و التعليم عن بعد

واخيرا ياتي كائن طفيلي، ليؤكد حاجتنا الى متابعة التعليم عن بعد و التي كان من المفروض ان تكون منهجية قديمة لصالح من يتعذرعليه الامر بعض الاحيان لحضور الحصة الدراسية لاسباب ما .. بحيث ان ازمة كورونا التي اوقفت نشاط مدارسنا فرضت على العديد من البلدان مواكبة الدراسة وراء شاشات مواقع التواصل، كما منحتنا الفرصة لدخول مواقع دراسية و مكتبات الكترونية بالمجان (فقط كما يدعون)...، بغض النظر على انها مواقع لا ترقى لبلوغ الهدف...

حاجتنا الماسة للابطال الحقيقيون

اثبت فيروس كورونا من هم الابطال الحقيقيون الذي نحن بحاجة اليهم، ابطال ينقذون حياة العديد من الناس و المرضى منذ زمان، لكن لم تعترف بهم الدول ككل من قبل ولم توفر لهم حقوقهم اللازمة، حيث مع الاسف كان الدعم كل الدعم للفنانين، لاصحاب روتيني اليومي، للراقصات و العديد من هذه الامثال التي ما ساهمت سوى في افساد الاجيال، و نشر السخافات و تاويل الثقافات، لكنها تلقت اقبال كبير من طرف اوباش غافلين... الآن شكرا للطبيب، شكرا للممرض، شكرا لكل اطر الصحة، شكرا لكل من يسهر على خدمة المواطن من رجال الامن، عمال النظافة، كذا بعض الصحافة ... نحن بحاجة لاطباء، لممرضين، للعمالقة، العلماء لانقاذ البشرية، لايجاد الدواء للداء و لرعاية المرضى... كلها شعارات جاء بها زمن كورونا. انه الصواب حيث والله اننا ندري القليل ويخفى علينا الكثير فيما يخص قيمة و مكانة الطبيب و الممرض و جل اطر الصحة، رجال الامن عمال النظافة... على مدى العصور

ومن هذا المنبر اود ان اتقدم بتحية اجلال و تقدير لكل من يسهر في ظل الازمة التي نعيشها اليوم على، صحتنا، لكل من حرم من اهله، بيته، لكل من غامر و ضحى بحياته من اجل الوطن و المواطنين ، بغية محاربة هذا الوباء و ايجاد حل للحد من انتشاره.

ومن كل ما سبق، فليشهد الله، وليشهد التاريخ ان الذي اصابنا بغض النظر على انه كارثة الا انه خير و فضل علينا اجمعين، حيث قال تعالى "وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم" و لناخذ العبرة ولنحمد الله على ما اصابنا لعله بمثابة حد للفساد و الدمار الذي كنا بصدده.

افيقوا من غفلة الجهل التي تقود الى الدمار

و كفوا عن تصرفات الاوباش لانها تجلب العار

لنلتزم بالنظافة و لنبقى في الدار

وعينا سيقضي على كورونا كما يقضي الماء على النار

و يصبح هذا الفيروس من خبر كان و تمحى له الآثار

عبرتنا في ديننا، فلتلتزم به و لنكف عن الاعذار

نرجوا من القدير عز وجل ان يلطف بنا، وان يكف عنا شر هذا الداء لانه الوحيد الذي بيده الدواء (سبحانه و تعالى)

وشكرا


  • 4

   نشر في 06 أبريل 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

سبحان الله ، الفرنسيين ارادوا منع الحجاب ، فجاء كورونا والبسهم جميعهم القناع ويتم في بعض الدول فرض غرامة على من لا يضعها ، كانوا سيتهزءون من عدم تسليم الرجال على النساء ، الان لا سلام ولا تقبيل ولا ولا ، طلب منا التطهر بعد كل خلاء وعند كل صلاة وضوء خمس مرات وها هم الان يتغون بان على الجميع غسل يديه ، جندي صغير اجبرنا على كل ذلك سبحان الله ، مشكور على مقالتك الرائعة .
1
mouhajir siham
تماما و الحمدلله على نعمة الاسلام

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا