النهوض باكرا لركوب سيارة رباعية الدفع مع كوب كبير من الكرتون مملوء قهوة ساخنة خفف عني أربعة ساعات سفر عبر مساحات شاسعة، ان أكون ضيفة علي ولاية ألاباما اسعدني، كنا متجهين نحو مدينة برمنغهام، المدينة الرمز أيام العنصرية البيضاء و رحلة كينغ و السود نحو الحرية.

لم أشارك أعضاء الوفد الحديث، كان بالي مشغول بلقاء الأمس، دعتنا أستاذة علوم لتناول مأدبة العشاء في بيتها و كانت فرصة لنا للتعرف عليها و أسرتها و سيدتين مسلمتين من سكان مدينة هانتسفيل.

تحدثنا مطولا حول الحياة و طابور المشاكل التي تطبع مسيرة كل أحد.

كانت مضيفتنا مستاءة من النتائج الهزيلة لتلاميذها، قائلة :

-لا بد من المراجعة في البيت، لكن أين هي الأمهات ؟

إبتسمت، نفس الظاهرة عندنا و عندهم ...

-سنبدأ سلسلة اللقاءات لننهي رحلتنا بزيارة لمتحف الحقوق المدنية، أعلنت لنا سارة.

سماع الآخرين و كيف أنهم يواجهون مصاعب الحياة و إثراء تجربة التعايش و مرافقة السلطات في المهام المدنية، هذا ما كنت أرنو إليه.

إستقبلنا جورج تومسون رئيس لجنة مدراء المجلس الديني للولاية. بين لنا مهام المجلس في كلمة قصيرة ذاكرا وجود 12 منظمة منضمة و 21 مجموعة دينية :

-نحن نعمل من أجل توثيق الصلات و الحرص علي التنسيق فيما بيننا في قضايا تمس بالممارسات الدينية لمواطنينا، شرح لنا. هذا و نروج لنشاطاتنا إعلاميا و نقدم جبهة موحدة أمام الجميع.

عمل جميل و مفيد، علقنا هكذا علي مضيفنا. 

إلا أن زيارتنا لماري جونز  منسقة الخدمة الجوارية لدي وزارة برمنغهام الكبير كانت ذات دلالات قوية :

"ينصب عملنا علي وضع خطط و حلول لمشاكل الفقر و النقل و المدرسة. يهمنا أن نتيح لجميع المواطنين نفس الفرص في العمل و السكن، نحن في ولاية ألاباما حيث قيمة الضرائب ضعيفة و هذا عطل حركة النمو، فقليلة هي الإستثمارات في وسائل النقل و تقريب المدرسة من أحياء المحتاجين..."

كانت تتكلم بحرقة و جدية كاملة، فهمتها، المساواة تحدي حقيقي في زمننا الحالي هناك في امريكا أم هنا في بلادنا...

فالرواتب المنخفضة و نسبة البطالة مرتفعة بين أصحاب الكفاءات المتواضعة عقد وضع المواطن في برمنغهام و غيرها من مدن الجنوب الأمريكي.

هم يعملون جادين علي نقل مشاغل الكادحين إلي السلطات و كثيرا ما يلام هؤلاء علي مشاركتهم الضعيفة كدافعي ضرائب لكن كيف لهم أن يخرجوا من دائرة الفقر و الإحتياج و هم علي هذا الحال ؟

"نحن نسعي من خلال تحسين ظروف التنقل لتمكين العمال من الحفاظ علي وظائفهم و أما التسرب المدرسي فنخصص برامج إستدراك للتلاميذ، فمن المهم أن يصل المراهق إلي الجامعة، علي الأقل تتحسن حظوظه في سوق العمل."قالت لنا ماري جونز.

إستمعنا بإهتمام بعدها إلي قانوني يعمل علي إقتراح نصوص قانونية علي السلطة التشريعية للولاية و إحدي أولوياته كانت خدمة فئة المنحرفين الصغار "منحهم فرصة ثانية و ثالثة تحررهم من عقدة الذنب و بذل ما في مستطاعهم لإرضاء العائلة و محبيهم." أزور بإنتظام مراكز إعادة التأهيل و بعضهم ممتن لعدم الحكم عليه بالسجن، كله أمل في أن يطوي الصفحة و هذا حقا إيجابي."