من الملاحظ أن التركيز على المعاناة أصبح الشغل الشاغل للقنوات التلفزية و كذلك المواقع الإجتماعية حتى أصبح الواحد منا يعيش في فزع دائم بالرغم أنه يعيش حياة مطمئنة ليس فيها ما يجعله في رعب سوى ما يتعرض له من سيل من الأخبار و البرامج التي تبرمجه على ذالك الشعور بالفزع و الرعب ..
الخوف يعتبر أقوى شعور سلبي يمكن أن يسبب لك مالا يمكنك تصوره من مشاكل على عدة مستويات منها الصحي و كذلك الإجتماعي و النفسي ..
هذا الخوف الذي أصبح يطوق الغالب من الناس على جميع المستويات ..
فعلى مستوى العالم فهناك داعش تتربص بك أين ما ذهبت .. و الفضل يرجع للأخبار
و على مستوى البلد فنحن مستهدفون من أعداء النظام و الأمن .. و الفضل يرجع كذلك للأخبار
أما على مستوى الحي فالكل مرعوب من قطاع الطرق .. و الفضل هنا للفيسبوك و الواتساب
و أخيرا على مستوى الأسرة أصبح الخوف من غدر الأبناء و كذلك الوالدين و كل من له صلة بك .. أما هنا فيرجع كل الفضل للبرامج التلفزيونية مثل "قصة الناس" و " لحبيبة مي" و" الخيط الأبيض "
حتى الأمطار التي طال انتظارنا لها ثم ربطها في الأخبار بحوادث السير ..
الحياة ليست فقط معاناة ..
لاحظ يومك و أسبوعك و شهرك و عامك ..
في كل يوم تستيقظ و تنام في أمان و إن كان العكس سيبقى فقط كاستثناء و الاستثناء لا حكم له ..
إن لهذه البرامج و الأخبار تأثيرا ليس فقط لحظيا و لكن يمتد ليشمل نظرتك للحياة و للناس .. و هكذا تصبح ممن يمتلكون معتقدات من نوع :
_ الحياة صعبة ..
_ لا ثقة في أحد ..
_ الأمراض انتشرت ..
_ ليس لدي حظ في هذه الحياة ..
......
إن ما تركز عليه ستلاحظه و تراه من حولك في أي مكان ..
و حسب ما تعتقد ستجد الأحداث و الأشخاص من حولك تأكد لك ما تعتقد تماما في حياتك .. لذلك كن حذرا بخصوص فيها تمضي فيه معظم وقتك . .
و كما تختار بعناية ملابسك و أكلك .. كذلك اختر بعناية ما تراه و تسمعه و تقرؤه ..
استغل وقتك فيما ينفعك .. إقرأ .. تعلم .. طور من نفسك .. و لا تضيع عمرك ( لأن كل دقيقة تقضيها في متابعة تلك البرامج و الأخبار ما هي إلا جزء من عمرك ) في متابعة حروب و مشاكل ليس من شأنك حلها .. بل تلهيك عن أشياء لو قمت بها لنفعتك و أكثر من ذلك تزرع فيك معتقدات أقل ما يمكن وصفها بها ..
-
أيوب الغازيانسان محب للحياة .. أؤمن بمقولة داروين أن سر البقاء ليس القوة و لا الذكاء و لكن هو قدرتك على التكيف ..