أفتح عيني مع كل فجر لأصلي و بعدها لأسبح ثم لأبكي دمعا قلما يبكيه من ذاق ويلات الألم..لست أشكوك يا الم لنفسي و إنما أتحداك بدمع يقر أني في امتحان معك..لا تسارع لتكف عن أنك لم تكن قاسيا على مشاعري، كنت وأردت أن تظل في ديمومتك و لكن لن يحدث ما دام طليعتي فوق وخز الضرر منك ، حتى إن انحنيت استجابة للضعف منك ، هي آنية و فطرية فطرة الرد على الخطر ، زلزلت مني جزءا مهما في ذاكرتي و لن تسامحك على فعلك ، لم تكن حانيا لأرحمك و لم تكن هادئا لأصفح عنك ، كنت خصما لدودا لكياني و لجوارحي ،لكني لبيت جسدا واحدا ليستعيد جرحا لم يكن رحيما هو الآخر..
قرأت قصصا في عصر مضى عن البؤساء في الأرض و حللت مواقفا عن الشجعان فوق الشوك الكثيف ، لم أسمح لنفسي أن أكون من بين هؤلاء و لكني تألمت لأني لي طاقة ايجابية عليها أن تنطلق كرد فعل لانتحار فاشل...ما سعيك و ما رغبتك في ملف البؤساء السابقين لي و ما هدفك فوق الأجساد القوية ، و قد تكون طاقتك السلبية أضعف بكثير من ردة فعل هي صفعة قوية مني رفضا للألم أن يطول و في ذلك للزمن أن لا يرحمني إن أخفقت في حربي معك ..لا تظنها ديمومة على أوطان تحررت وواصلت مسيرة اليقين أن الآت أفضل بكثير من حاضر تلونت و اتفقت فيه يا ألم مع كدمات هزت عبراتي و اغتالتها واحدة تلو الأخرى ، لم يكن لسقوطها تعبير عن امتداد سمك في ثباتي و لكنها رسالة الاستعداد للرد المكثف و في أوانه.
لست أطيل تمييز مصدر الغدر منك لأني على اعتياد لمكامن القوة و الضعف فيك و إن أنا تأخرت للتصدي لك فذاك معناه أني استوعبت حجم الديمومة منك على وطن كبريائي و لن يكون من السهل عليك أن تستقر مطولا على جزيرة الكفاح في وطني..لأني في سفر دائم مع الإبداع بألمه وسلمه ، يكفي أن قلمي سيجيب عن وجعي بأحرف تسد نفاذ سلطان الدوام على أوتار عزفي لأيقونة التحرر..إنها قوة الثبات من ستنهي منك بقاءك و لن يكون ذلك معناه أن الصبر ليس في أجندة يومياتي و لكن مطالب أخرى تستدعيني في أن أكون على استعداد تام للتألق و لو ببساطة ضمير لأني لست أنحني لأي طارئ سوى تلبية للنداء رفع آذانه أن حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، و من الفلاح مقاومة الألم لأحوله إلى أمل يرسم على محياي ابتسامة هادئة ساحرة بأني مؤمنة من أنه لن يصيبنا إلا ما كان مقدرا علينا في سجل محفوظ. فلا ديمومة لشيء لتستمر الحياة على شاكلة كفاح مستميت.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية