يوتوبياي بلا رجال و بلا نساء
كيف تكون هي
نشر في 01 شتنبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
سمعت صوت الرياح و صوت اوراق الكتاب تتقلب، فتحت عينيها لتري البحر و السماء يحيطانها، تسمع امواجه و صوت نحته للصخور، ابتسمت ابتسامه واسعه تليق بسعة البحر و السماء، لم تكن الشمس قد اشرقت بالكامل بعد، امسكت الكتاب و اغلقته ووضعته علي المنضدة بجانب الكرسي، يبدوا انها نامت امس و هي تقرأ كتاب حب و كبرياء للكاتبة جاين اوستين، و فكرت بانه يا له من كتاب رائع و قامت متجهه بضع خطوات في الرمل حتي وصلت لبيتها و دخلت تمددت علي سريرها تنظر للسماء و البحر من خلال الزجاج، تستمتع بصوته و تسرح بخيالها، لتفكر يا لها من حياة رائعة فهي تعيش في منزل لطالما حلمت به امام البحر يطغوا عليه اللون الابيض و الازرق، يقع مباشرة امامه، تحيطه السياج و كانها امتلكت ما امتد امامها من البحر، تقضي وقتها بين الكتب و الروايات ، تعيش مئات القصص و الاساطير و تمر من حياة لاخري مع كل كتاب، تتقمص الشخصية و تعيش معها في افكارها حتى تغلق الكتاب و تنتهي منه. لديها كلب صغير و بغبغاء ملون رائع يلون حياتها و لا تحتاج لاي شئ اخر فهي استطاعت في تلك المساحة ان تخلق عالمها و تفرض قوانينها، لتعيش بعيدة عن النفاق و الخيانة و الكذب. لتصادق فقط ما هو وفي كلبها و كتابها. تبتسم و تقوم لتقرر ماذا ستقرأ هذا اليوم، تفتح اللابتوب و تبدا باختيار كتابها و تنزله علي الجهاز. لطالما قاطعت الفيسبوك و لكنها الان اكتفت ان تضيف من تحبهم حقا فقط وليس اي شخص تعرفه. يشغل بالها ان تحفظ امنها فهي بعد كل شئ تعيش لحالها في منطقة نائية لذلك تفكر كيف تؤمن نفسها و تفكر ان تشتري كلب حراسة.
لطالما كانت تعطي قدرا للحرية اكثر من الامان بالرغم انها تعتقد ان الحرية مرتبطة بالامان والسلام و السعادة. و اكثر ما تكرهه هو القيود، القيود الغبية التي تقيد الانسان عن ان يكون ذاته. قيود المجتمع، او قيود الدين او الخ . "لماذا لماذا لا نعيش بدون قيود، انا اعيش بدون قيود، حياة بدون اي قيود في تلك المساحة. لقد نجحت في ان اعزل نفسي عن اي واقع لا اتقبله، فانا اسدل شعري علي الشاطئ"
هل هذا تعبير غريب، و لكن اجل ان تمشي علي البحر بشعر منسدل و بشكل بسيط بدون اي زوائد هو حلم كل فتاه، سلبه منها المجتمع فلقد فرض عليها ان تبدوا بشكل معين و ان تضع المكياج او ان ترتدي ملابس معينة او ان تغطي نفسها بدون ان يتركوا لها مجال لتفكر حتي ماذا تريد و كيف هي. لا يهتمون لسعادتها و هنا تسالني ما هي السعادة فاقول ان تتركني حرة فيما اريد ان اكون فهذة هي السعادة لي و لك و للجميع، ان اصبح ما اريد ان اكون، ان اصبح الشخص الذي افخر به ومقتنعة به دون ضغط باني يجب ان اكون بشكل يجعلني انظر لنفسي لا اعرفها او انظر لها بتدني.... اني سعيدة بهذا الخيار.
انا لا اعزل نفسي تماما عن ذلك العالم الاخر ، الجا اليه ان احتجت ان اشتري شيئا ثم اعود لملاذي، اسمح لمن يحبونني من اسرتي و اصدقائي ان يزورونني و انا ازور من احب منهم فقط، اريد ان اطرد كل ما هو كذب من حياتي، اريد ان اعيش كما احب، حياة تشبهني، تجعلني في اخر المطاف اشعر بالرضا و السلام. اريد ان اكسب رزقي من الكتابة و السفر حول العالم لا من عمل روتيني يجعلني تعيسة.
هذا العالم بلا رجال احباء، ليس لاني اكرههم و لكني لم اجده بعد ولا اعتقد اني ساجده. فهو ليس بينهم.