في الحانة القديمة
بين كل هذه المشاهد ابحث عن الإنسان وستجد أنك بين آلاف القصص والخيبات التي تبحث عن مدونيها.
نشر في 11 غشت 2019 .
في الحانة القديمة المجاورة لفندقٍ ترتاده الطبقة المتوسطة، مشاهد لا تجدها في أي مكانٍ آخر، وحياة لا تشبه حياة المدينة الهادئة، نساءٌ يصطففن أمام "البار" طمعاً في زبائن عطشى لممارسة الجنس على أسِرة عرفت الكثير من مغامرات الليل الطويل وسجلت انتصارات وهزائم في مهرجان الأجساد المستمر.
وافدون جدد على الوطن الجديد هجروا معشوقاتهم، جاءوا رغبةً في تجارب جديدة تروي ظمأهم اللامنتهي. كبارٌ يحاولون استذكار أطلال شبابهم ونزواتهم البائدة تفضحهم ملابسهم العشرينية وتصرفاتهم الصبيانية. مكبوتون أطلقوا عنان أيديهم بعد رحلة طويلة من قمع الرغبة الجنسية والخوف من الاقتراب من الجنس الآخر. خلف كل هؤلاء قصصٌ تركوها وراءهم بحثاً عن حياة جديدة تنسيهم مآسيهم وخيباتهم المتكررة.
جميعهم يمارسون ذات الدور في هذه المسرحية الهزلية، يمثلون السعادة والفرحة التي تفضحها أول فرصة لشرود الذهن أو أي أغنية حزينة يغنيها المطرب المغمور على المسرح الصغير الذي يتبوء زاويةً من هذا المكان المختنق بروائحٍ تروي الرغبة الجامحة في المتعة واللذة.
بين كل هذه المشاهد ابحث عن الإنسان وستجد أنك بين آلاف القصص والخيبات التي تبحث عن مدونيها.
-
إبراهيم بن حاتمإماراتي الأصل رافديني الهوى عاشق على ذمة بغداد