شارد الذهن اتصفح طلبات الصداقة على الفيس بوك .. معجب بنفسي لأني أرى قرابة المئة طلب !! لكن لحظة !! لما لا ؟ لما لا و اني أصبحت معيدا في الجامعة .. لما لا واني من أصحاب الوظائف المرموقة و انا حديث التخرج .. لا يستطيع احد ان ينكر اني من المميزين في هذه الكلية التي لا يصبح معيدا فيها الا من ذوي النظارات السميكة او القادمون من الأرياف ...
بينما انا شارد الذهن في نرجسيتي و حبي لنفسي و اذا بشيء يلفت انتباهي .. من ضمن طلبات الصداقة استطيع ان اميز اسم غريب لا ينتمي لجامعتي و لا حتى تخصصي..
و حيث انه من الطبيعي ان استقبل طلبات من حسابات مزورة لم اتردد في عدم قبول الطلب . و لكن !! "الجامعة الامريكية" .. تلك هي كلية صاحبة الحساب ..
يا ربي ! فتاة جميلة .. حسابها لا يبدوا مزورا .. العديد من الصور و الاحداث التي تدعم فكرة استحالة تزوير هذا الحساب الذي لم اعرف انه سيغير مسار حياتي! ...
بعد تفكير طويل جدا استغرق ثلاث ثوان .. قبلت الطلب ! قائلا في نفسي : " لو كان بالغلط .. عندي حجة اني قبلت الطلب بالخطأ أيضا " ... مبتسما في نفسي : " الحمد لله انا ذكي جدا "
بعد انتهائي من جرعة حب الذات اليومية المسائية ... اذهب الى النوم !
استيقظ على صوت الماسنجر و رسالة من فتاة الفيسبوك .. "اسفة لقد أرسلت الطلب عن طريق الخطأ !" ... طبعا كان ردي جاهزا : " اوه .. انا اللي اسف.. قبلت الطلب عن طريق الخطأ أيضا !!" .. و لكن استدركت قائلا " مش انتي هندسة القاهرة ؟ " .. اجابتني " لا .. انا بيزنيس التجمع "! و هنا انفجرت ضاحكا .. لقد فهمت كل شيئ !!
انا اعرف ان فتاة الفيسبوك "بنات شمال " .. نقولها في مصر انهن "مش تمام " او ببساطة انها تثير علامات استفهام !! لكني طمعت او تمنيت ان يكون هذا التفكير خاطئا و ان تكون فتاة الجامعة الأمريكية حالة مشابهة لي .. انسانة سوية و لكن الصدفة لعبت دورها في تلاقينا!
كان من السهل علي ملاحظة رغبتها في إطالة المحادثة .. و مع اني كنت ارغب في ذلك . كنت اتظاهر بعدم الاكتراث ! تصرف طبيعي من نرجسي مثلي !! الى ان طلبت ان تحادثني هاتفيا لكي تعتذر عن خطأها المزعوم ... و على عكس طبيعتي وافقت بسرعة جدا !
و مع اول " ألو .." بدأ قلبي بإصدار ضجيج .. بدأ ينبض!!
من أول ليلة احادثها و اذا بنا نتكلم حوالي 5-6 ساعات متتالية .. كلام أصحاب من زمان .. كلام أصحاب مفتقدين بعضهم البعض! "ايه الهبل ده " اكلم نفسي بعد اغلاقي للمكالمة ,,,خلال هذه الساعات عرفت "ن.رزق" فتاة الفيسبوك.. بنت حيوية ,جميلة , تلقائية و غبية !
غبية هذا الغباء الذي قد يحتاجه رجل عملي مثلي .. لقد سئمت من الشخصيات و البنات المجتهدة دراسيا و قد حان دور "البنت الفرفوشة"..
بعد كام يوم من الكلام و لا ادري ما سبب الحوار و لكن تخبرني بانها ستكون قريبة من منزلي مع صديقتها ! استشعرت انها تريدني ان اقابلها .. و مع اني كنت اشتاق الى هذا اللقاء لكنه كان من اشباه المستحيلات ان اقابل أي شخص اقابله على الفيسبوك .. لقد سمعت العديد من القصص المخيفة عن نصب الفيس بوك الخ الخ.... أيا كان .. مستحيل اقابلها.. اذا لن اطلب منها أيضا ..
في يوم ما .. امي تقول : ن.رزق تتصل بك كثيرا ! من ن.رزق دي ؟
يا نهار اسود ! اليوم هو اليوم قدومها مع صحبتها .. اتصلت بي سبعة عشر مرة.. أوه! تتصل مجددا!
هي : "ألو.. صاحبتي هتتاخر و انا خايفة انتظرها لوحدي .. ممكن تيجي ؟ انا خايفة "..
أنا : "ايوة .. بسسس .."
هي : "بقولك خايفة !!"
أنا " خلاص انا جاي !"
ما هذا .. ما الذي افعله !! اخرج عن كل قيودي و مبادئي الفكرية بسبب بنت رزق ! ارتدي ملابسي سريعا و استقل سيارتي الجديدة و اذهب اليها .. لكن مهلا!! ماذا لو كانت جزء من تشكيل عصابي ؟ سرقة أعضاء ؟ او سرقة ؟ افكر في هذا و انا في طريقي و لم اتردد .. "انا شكلي متخلف "
فطرتي المفكرة اجبرتني ان اجري اختبار وقائي بسيط " الو .. انا مش لاقي العنوان .. تعالي انت على العنوان كذا"
هي " حاضر هحاول ..
منتظر و انا في شك .. و رهبة .. قلبي يدق .. هل ستأتي ام لا ؟ هل يمكن ان تكون نفس الفتاة الجميلة البريئة التي في صور الفيسبوك ؟
هل الزهر هيلعب ؟ هل سأرافق فتاة من فتاة الجامعة الأمريكية ؟ كيف ستكون نهاية ما يبتدي بهذا الشكل ؟ و الله لا اعرف ! لا اعرف ان كانت ستأتي ام لا ! و ما قصة بنت رزق ؟
بينما انا في انتظاري و اذا بها تتصل ! " ألو ... انا في التاكسي ووصلت امام التمثال .. اين انت " ؟
انا خلف التاكسي أحاول استعجال الزمن حتى أرى هل هي فعلا ام لا .. و اذا بالراكب يبفتح باب التاكسي ! و انا منتظر في لهفة .. اريد بنت رزق !!
يتبع....
-
hmssmmasانا مبتدئ ..