إنّني جالس في مكانـــي في وسط مقهى , تشعر فيه كأنّك في سوق أسبوعـــي .
الأصوات تتداخل ,وتخرج من كلّ الأفواه , كما أنّ الدخّان يعمّ المكــــان, ليس بسبب السجائر ,وإنّما بسبب البرد القـــارس ,الذي يميّـــز المدينــــة في هذا الوقت بالذّات.
أفكّر وجيــدا , شارد الذّهــن , أقدّم تصوّراتـــي للمستقبــل ,وأحلّلها بيني وبين نفسي.
لقد كثر الكلام هذه الأيّـــام , وأصبح من السهل الحديث عن الحدائق , الأزهار والإنسان المثالـــي !.
لعلّ رغبتنــا في الكمال ,هي سبب تفكيرنا في الأفضل ,والنظرة المشرقــة نحو المستقبـــل ,في ظلّ عالــم واسع مليء بالتعقيـــدات.
لا مفرّ من القول أنّ الإنسان المعاصـــر هو سبب تلك التعقيــدات أو العراقيــــل, التي يضعها بنفســـه, فتصوّراتـــه للحياة عادت إليــه بالطريقــة التي يفكّر بها.
أنا إنســـان يتأرجح إحساســـــي بين التفاؤل والتشاؤم. لست من أنصار التوهّم والبعد عن الواقــع. إنّما بكلّ بساطــــة أحاول جعل الواقـــع أجــمــل بطريقـــة أو بأخــرى, من خلال الأفكــــار.
إنّ الإنســـان بخلفيّـتــه الشريـــرة وطبعه المتقلّب لا يضرّ إلاّ نفســه , لأنّه جعل الحيــاة مسرحا مظلمـــا, تســود فيــه قيـــم الجبروت والغلبــة للأقوى.
إنّها ببساطــة صراعات اجتماعية يخوضــها عالمــنا المعاصــر الذي أفرط في صنع قيــم لا يلتزم بها!.
---------
بقلم محمّد جابا لله
-
محمد جاباللهقارئ بشغف/ أحب الكتابة/ البحث/ لا أستطيع الكتابة إلاّ عندما أشعر أنّي غير مقيّد بشيء !
نشر في 21 ديسمبر
2016 .
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
مجدى منصور
منذ 4 شهر
د. محمد البلوشي
منذ 7 شهر
جلال الرويسي
منذ 1 سنة
ابتسام الضاوي
منذ 1 سنة
مجدى منصور
منذ 1 سنة
Rawan Alamiri
منذ 1 سنة
مجدى منصور
منذ 1 سنة
ما بين التثقيف والتصفيق فى الجمهورية الجديدة!
دائماً ما كانت «الأنظمة» تستخدم «المثقفين» للترويج لأعمالها ومشروعاتها(هذا إن افترضنا أن هذا النظام يمتلك مشروع بالفعل)، ولكن فى الماضي كانت هناك أنظمة «عاقلة» ومثقفين «موهبين» قادرين على الحفاظ على الحد الأدنى من «الاحترام» والمعقولية فى «الطرح» و فى مستوى
ابتسام الضاوي
منذ 1 سنة
مجدى منصور
منذ 1 سنة
محمد خلوقي. Khallouki mhammed
منذ 1 سنة