إِلَيْهِ ... - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

إِلَيْهِ ...

لو أن الحب كلمات تكتب, لنفذت أقلامي. لكن الحب أرواح توهب, فيا أملي في مكان ما هل تكفيك روحي؟

  نشر في 21 غشت 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

 إِلَى ذلك القريب البعيد, القريب من القلب و البعيد عن العين, ألم تكل؟ ألم تتعب من هذا البعاد؟ألم تحترق بعد بلهيب الشوق؟ ألم يلدغك بعد سم الحب؟ ألم تيأس من مراوغة الزمن في محاولة عدم اللقاء بي ولو لمرة؟ ... ما كل هذه القسوة يا طيب القلب! ما كل هذا العناد يا حاد الطباع! .. لقد ضقت صبرا و أنا في انتظارك, انتظار ذلك اليوم الذي سيجمعنا لوهلة, كموعد خطط له من قبل ,كلحظة سبق وأن عشناها من ذي قبل...

لقد صرت أعد الليالي على أمل لقياك, و أتمنى أن يطول ليلي حتى أراك ,خلسة عبر أحلامي المزهزة بدموع الحنين و الشوق, أتمنى لقاءك حتى أشفي غليل روحي التواقة إِليك, و أضمد جراح قلب ينبض بتفاصيلك كل يوم ,نعم! لقد رسمت ملامح وجهك بحبر من هيام في مخيلتي, و منحتك إِسما يليق بشخصك ... "حبيب الروح" !وكأني أنجبت من أحشائي بعد مخاض عسير... مخاض الذات. 

أنت لاتشبه أحدا من محيطي بتاتا, ولا تجمعك بهم صلة قط ... أنت فقط حبيبي من كوكب آخر ,تفصلني عنك أميال وأميال, لكني على ثقة أني سأصل اليك يوما ,سأبحر عبر درب الهوى, و أقطع وديان العشق, وأتسلق جبال الشوق الشامخة بحثا عنك... فلتنتظرني هناك ,ولا تدع المسافات تكبر ,و الفجوات التي بيننا تتسع ,فلتنتظرني في الطرف الآخر من الحياة ,باسطا ذراعيك حتى أحتضنك بشدة لحظة وصولي ,حتى أشبع بصري من رؤياك ,و أرتوي منكا عشقا, فأنت مني و أنا من ضلعك. 

ستتطلع إِلي و يتبادر إِلى ذهنك أننا قد التقينا من قبل, لكننا لم نفعل! إِنها كيميا الحواس و الجسد ,إِنه قدرنا منذ مئة عام ... سيتوقف الزمن لبرهة, وكم سأود لو يتوقف أبد الظهر, حتى لا تشاركني الأحداث والأشياء من حولي تلك النظرات العفيفة ,ولاتقتسم معي أنفاسك المنعشة, أود حقا في تلك اللحظة أن تكون لي بكل ما في الكلمة من معنى .

لعلك ليلتها ستدعوني لتناول العشاء دعوة رسمية, إِلا أن ما يحذث بيننا لايعترف بالرسميات, لا يملك قاموسا للمواعدة و المواعيد ,لأن ما بيننا نشأ منذ زمن بعيد ,يصعب تحديده بدقة الجداول الأسبوعية أو الساعات الالكترونية.

سألبي دعوتك, وعلى شرفك سأرتدي ذلك الفستان الأسود الطويل, ذو الظهر العاري. سألملم خصلات شعري عاليا حتى لا تحجب نظري عنك ,لن أضع أي أحمر شفاه حتى لا يختلط طعم شفتيك بأي طعم آخر...  سآتيك ليلا, تحت ضوء القمر, و ستشهد النجوم سهرتنا العشقية تلك . ستنساق وراء فستاني و انسيابه العاطفي, و تتسمر نظراتك علي فيه وكأني وردة نارية تتفتح بداخله. ستحبني أكثر كما أحب سالفادور دالي غالا يوم رأى ظهرها العاري خلف أمواج البحر... هكذا هو الحب, يولد من لاشيء ثم ينمو و يترعرع حتى يصير زلزالا قويا, تكاد تقيس شدة اهتزازاته بمعيار ريختر الشبقي.

 لن نتناول شيئا تلك الليلة ,ذلك أننا لن نرغب في اهدار ولو نصف الثانية في الالتهاء بغير بعضنا ,ثم ما بال المعدة ان كان القلب  شبعان!... سنجلس بمحاداة بعضنا البعض, و أتربع بعرش حضنك الدافئ, وألامس وجنتيك المحمرتين خجلا ... ولم الخجل أصلا؟ أرأيت يوما شخصا يخجل من هويته؟ نعم أنت هويتي! أنت قدري وماهيتي.       لاأدري نوع الأحاديث التي ستدور بيننا, لكني متأكدة أننا لن نرغب في الحديث عما مضى, أو عما سيأتي ,كل ماسيهمنا هو الحاضرالذي يجمعنا سويا! لذلك دعنا فقط نتأمل بعضنا, دعنا نتبادل شحنات العشق داخل مجالنا الممغنط ,دع أجسادنا تلامس بعضها حتى تتعرف على الطبقات السفلى لشهواتها, و في أي عصر تراكمت حفريات رغباتها.     

 لنرقص على ايقاعات الليل الهادئ ,و القمر المتوهج في السماء, لنرقص على ايقاعات السامبا ,والتانغو, وماشئت من الرقصات, حتى تتغدى أرواحنا وتصفى ونرقى بها الى درجات العشق الأزلي.

ستوشك الليلة على نهايتها مع بزوغ فجر يوم جديد, ستكون بداية رحلتنا نحو المجهول! لا أدري ما يترقبنا من مطبات و ما سيعوق دربنا من عقبات, لكني على ثقة أن ما دامت أصابع يدينا متشابكة متلاحمة الا وتجاوزنا كل المحن.                                سأتوقف هنا عن السرد تاركة لنا مساحة من الخصوصية ,مواقف وأحداث لم نشهدها الا نحن ,لم يستشعر لذتها غيرنا .. أنا وأنت ..

من قرأ نصي هذا, ظن ولو لحظة ,أني قد فقدت صوابي أو أني أبالغ كثيرا ! كيف لا وأنا ارمي بنفسي, ومشاعري, وسائر كينونتي ,الى مستقبل غامض و مع شخص مجهول!  إِن الحب بالنسبة لي, رابط مقدس, احساس عميق غني عن الوصف والتعبير, كمرض عصي عن التشخيص ,يتسرب الى ذاتك, يتغذى على عواطفك, يتنفس من أكسجينك, يشاطرك حياتك وأنت لا تعلم, يؤذيك ولا تكاد تقاومه, يقسو عليك وتظل متعطشا لرحمته... هنا تكمن لذة الحب في الأشياء الكثيرة التي نضحي بها في سبيله,وفي الشيء القليل الذي يجود علينا به.

                                                                                                                 سلمى أشهبار.


  • 1

   نشر في 21 غشت 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

Writer منذ 7 سنة
اعجبني الموضوع والفكرة ايضا
0
Salma Achehbar
أسعدني ذلك حقا أشكرك
creator writer منذ 7 سنة
"يشاطرك حياتك وأنت لا تعلم, يؤذيك ولا تكاد تقاومه"
.
.
"هنا تكمن لذة الحب في الأشياء الكثيرة التي نضحي بها في سبيله,وفي الشيء القليل الذي يجود علينا به."
.
.
أبدعتِ في وصف ما لا يوصف .
1
Salma Achehbar
لا تستطيع أن تصل الى عمق هذا الوصف الا وان كان قد راودك هذا الشعور من قبل و هو حتما ما صار معي

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا