(1)
و رحلت من أمامي كأنني
لم أراك في الأمس تلهو راكضاً
تناظر السماء بعين مُبلتي
تصاعد من روحك تنهيدةً
تقول أمي غداً سأكبر
و السلاح في يدي
غداً سأهمس للقدس
أن نامي حرةً و اسلمي
و تبقى تناظر السماء مردداً
إن سار في اليمين دمي
أو سار في عِرق الشمالِ
ما غرني طول المدى
ما همني كثر البعادِ
أرضي حرة و نزفها
من نزف جيلنا المقدام
أرضي ستبقى بعيدة
عن دنس تجار السلامِ
..
(2)
هم شيعوك يا بني اليوم
هم أخرجوك من رحمي
و أدخلوك في رحم الأرض
مكبرين بإسم الثورة
منشدين نم قرير العين
هم عاندوني بإبقائك معي
عد بني فقد جفاني النوم
هم علموني من بعدك
حمل السلاح في اليد فرض
هم وصفوا قلبي بالحديد
و ما دروا عن حيرتي
و سؤلي للسماء الدائمِ
متى كبر طفلي الوليد
متى قسى عود الخيزران
و إلتحم النبض الشريد ؟
...
(3)
هم أوصلوا لي رسالةً
" لا يموت الشعب
إلا حين تُسقيه
حمم الحياة إذا ما
استنفرت فيه
و الظلم يختلط
بالبغضاء مندفعاً
إلى الشقاء إذا
ود يحاكيه ...
و البطش يألفه
الأنجاس ما لبثوا
أما المرابط
فحب الأرض يحميه "
....
(4)
نم بني
و لا تبتئس بشأن أصحاب الكلام
فلم تزد مؤاتمراتهم من بعدك
و لم يُحرك دمك فيهم ساكنا
هم جثة بالعار امتلأت
فكيف يؤلمهم وخز العظام ؟
أفواههم بالمغريات تكممت
فكيف يدعو للحرب
من في قلبه سلام ؟