ربيع الزهور احترمك و لي فيك مآرب كثيرة..لك مني تحية خجل..

و تناثرت الصفحات مرّة أخرى من على المكتب...و علمنا أن الربيع قد غادر...يبدو أن خريف الحياة أطال المكوث عندنا...و ها قد تعلمنا من عزف الرياح كيف نرثو أمانينا...ضمينا يا قطرات المطر..أخرجي من صدورنا كل احساس جعلناه مستقل...اجعلينا نبكي دموعك..انثري حباتك على الوجوه المتعبة...

ليس الشتاء بسيء..إنّه يقضي على وحدتنا..يُعطي مفهوما لحالتنا..يذكرنا بكل ما مرّ علينا...يجعل أحيانا أحلامنا حقيقة..صقيع يثلج الصدور..برد يجمد الاحساس..يثبت الشتاء قسوة وجهة نظرنا.. يجعلها موضوعية يجردها من الاحساس..

جميل هو الشتاء عند حافته تنتهي الذكريات..و تُدفن الأحلام..فلن تعيش بعده على هفوات الآمال..أو سرحة الخيال..يجعلك الشتاء واقعيا جدا تتلذذ بفوائد العظمة كلما استسلمت لجبروته..

و ها قد أصبحنا نتغزل بالشتاء..

فقد أصبح الصيف عادة سيئة..مفتاحا للدموع..يرمي بالآهات علينا..آهات نهاية كل سنة..صيف ينطق بوعود كاذبة و ذكريات مزخرفة لا يبدو عليها إلا الوهن و أماني خائفة..فكل ابتسامات الصيف تخرج متعرقة..خوفا من مقولة دوام الحال من المحال..صيف لا يصلح إلا للجنائز..توديع من غير لقاء و حالة سخرية من وقاحة القدر..و ابتسامة غدر من سوء فهم أو استعجال زمن..انه صيف المحطات الأخيرة..

لم نُلبي يوما نداء الحياة..فلماذا رُغماً عنا تأخُذُ بأيدينا؟؟؟؟