بركة المسجد الأقصى ..
مفهوم جديد للبركة .
نشر في 23 غشت 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
من اهم الامور التي نعيبها في هذا الجيل الجديد _ خاصة كبار السن _ هو غياب البركة في حياتنا في كل شيء ، في اهم الامور مثل الزواج و العمل و حتى في أقلها اهمية مثل الطعام و الشراب ، يقولون : " ان البركة ذهبت و اندثرت من هذا الجيل الذي اختلف عما كان من قبل ....."
فهل انذثرت "البركة" من هذا الجيل كليا ؟؟ و ما هو مفهوم البركة اصلا ؟؟
ان معنى البركة لغة : هو النماء و الزيادة و الخير و السعادة ، فهي كلمة جامعة للخير كله ..
هذا هو معنى " البركة " التي نسأل الله دوما ان يمنحنا اياها ..
و السؤال هو :هل اندثرت من حياتنا حقا هذه البركة ؟؟
يقول الله تعالى : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (1) } الاسراء .
الله تعالى ، خالق كل شيء و مليكه يختار و يصطفي بقاعا من العالم بجعلها مقدسة مباركة ، و ثالث اطهر ارض و اكثرها" بركة"
هي المسجد الاقصى ( القدس ) في فلسطين ..
و اذا بارك الله حول هذا المسجد فهو ايضا مبارك طبعا ..
و لكن ، اليست " البركة" هي السعادة و الخير ،فاين السعادة ؟؟
هل السعادة و البركة في الفلسطينين الذين يستشهدون ، الاطفال الذي ييتمون ، و الامهات اللاتي يثكلون و الزوجات اللاتي يرملون ، اليس هم في حزن و حسرة وهم حول المسجد الاقصى المبارك ؟! اليس من المفترض ان يكونوا سعداء مباركين ؟
ام السعادة و البركة في اولئك الصهاينة الذين يقتلون و يظلمون و يقصفون و هم ايضا حوله ؟!
حاشا لله العدل ان يجعل البركة في طغاة ظالمين فهم لا يريدون بجوارهم للقدس تعبدا لله و تعظيما لمقدساته بل يريدون ظلما و احتكارا ..
اما الفلسطينيون مع انهم لا يزالون يقصفون و يقتلون منذ عام النكبة الا انهم صامدين رافضين للذل و الهوان ، و قد رأينا مثالا للشجاعة و القوة في اسمى معانيها في مرابطتهم حول المسجد الاقصى الذي بارك الله حوله ..
و هذا الصمود و هذا الاصرار هو في جوهره هو معنى البركة التي وضعها الله في الفلسطنيين الشهداء .
هذا هو مفهوم " البركة" الذي جعل الامل حيا لا يموت في قلوبهم رغم الحزن و الحسرة و الالم ..
لنعاود السؤال : هل اندثرت البركة من هذا الجيل حقا ؟
لا ، لم تندثر و لن أستشهد الآن بامثال شعبية يرددها الناس ، بل استشهد بكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه ..
يقول عز و جل : { ...الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ ...} ما زالت البركة حوله و ستبقى البركة حوله..
و بالتالي اذا عشت مع القدس ، تتأثر بأخبارها ، تخص جزءا من افكارك و خواطرك من اجل هذه القضية ، تفكر في حالها و مصيرها ، تدعو لها في سجودك.، يضطرب قلبك و يرتعش اذا مسها سوء و يطمئن اذا استقرت ، تتذكرها دوما و تذكر الناس بها و بفضائلها و بوجوب تقديسها و تعظيمها .
.
لابد هنا ان البركة التي وضعها الله حول المسجد ستشملك انت ايضا ..
فرب شخص قريب من المسجد الاقصى جغرافيا بعيد عن افكاره و مشاعره ..
و رب شخص بعيد عن المسجد الاقصى جغرافيا قريب اليه بافكاره و مشاعره ..
و لا تنسى أن "البركة " أعمق من السعادة الظاهرة ، فقد تكون " البركة" في الآلام و المحن لتعطيك الآمال و المنح ..