يحلم العربيّ بدولةٍ يُسمع فيها صوت سوط العدل،بالمساواة،الحريّة،تطبيق القوانين،يحلم بالدّولة المثاليّة...لكن ترى ما هي تلك الدولة؟..أهي الديمقراطيّة؟،أهم العلمانيّة؟،أم الشيوعيّة؟،أم الإسلاميّة؟،أم الليبراليّة؟،إلخ..
يريد المواطن البسيط حقوقه البسيطة،بأيّ طريقة،ليبراليةُ كانت،أم إسلاميّة،لا يكترث للمسمّيات،يريد فقط أن يحيا بوطنٍ يحيا فيه،عندما يبرد،يجد المأوى الدافئ،وعندما يجوع،يجد الطّعام..أيّ طعام،وعندما يُظلم،يعاقب الظّالم..حتّى لو كان مالك هذا الوطن،وهل للوطن مالك؟!.
طيلة السنوات الماضية،يبقى المواطن مقيّداً بكلّ القيود،إلى أن يحين موعد الانتخابات،يصبح جزءًا من هذا الوطن،له حقوقٌ،وعليهم واجبات!،وتبدأ الحروب الضارية الشرسة بينهم،ويبقى المواطن هو الوسيلة الأرخص لدعاياتهم،ويبقون حماة الوطن!.
لافتاتٌ في كلّ مكان،في الشّوارع،والحارات،وحتّى في بيوت المواطنين!،العبارات الكاذبة التي وسط كلّ لافتة،تنادي المواطن،ليبحث عن العدل،مع هذا المرشّح،أو ذاك، لكن أيّ عدلٍ يقصدون؟.
في عام 387 ق.م،تلقّى أفلاطون دعوةً من حاكم سرقسة(عاصمة صقلية في ذلك الوقت) لتحويل دولته إلى الدّولة المثاليّة التي دعا لها أفلاطون،اعتقد الفيلسوف الحكيم أنّه في الطّريق إلى الدّولة التي يحلم،لبّا دعوة الحاكم،ليجد نفسه مقيّداً في سوق العبيد،بعدما علم الملك أنّ دولة أفلاطون تستدعي بأن يصبح فيلسوفاً،أو يتخلّى عن لعب دور الملك.وفي نهاية المطاف،يجد المواطن العربيّ الحالم نفسه في سوق العبيد،كما أفلاطون.
-
عصام البشّيتيكاتبٌ لا بأسَ مِنه،ثائرٌ على الواقع,يبحثُ عن النّهضة