كتب: مهاب أسامه

قصة نبي الله يوسف علية السلام مع إمرأة العزيز التي حاولت أن تقيم معه علاقة غير شرعية بسبب جمال يوسف علية السلام هذا الموقف الذي ذكر في القرأن بقوله تعالى (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) لقد قسم الله الجمال الى قسمين جزء منه وزع على العالم بأسره و الجزء الأخر أعطى ليوسف عليه السلام فقد كان شديد العفة و الجمال.

القصة بتفاصيلها ليس قضيتنا الأن بل هناك شئ مهم في قصة يوسف مع إمرأة العزيز التي روي عنها تاريخيا أنها كانت إمرأة فاتنه وصاحبة ملك عظيم و كان نبي الله يوسف مجرد عامل لدى الأسرة الحاكمه ورغم أنها حاولت إغواءه بمفاتنها إلا أنه رفض رفضاً عظيما وقال "معاذ الله" لماذا يرفض شاب جميل عرضا من إمرأة رفيعة المستوى هكذا ويرفض بكل ما أوتي من قوة حتى ان هذا تسبب في دخوله السجن؟ لأن مراقبة الله حينما تأتي أولا في قلب الإنسان يستقيم كل شئ بعدها.

لقد أمر الذكر بغض البصر حتى وإن كان يسير في شارع العرايا من النساء بل أيضا أمرنا كمسلمين بتجنب أي شئ يجعلنا على قرب من دائرة الشبهات، و الفتيات أيضا أمرتم بالحشمة لا بالموضة و الأناقة، ولا يمكن القول أن قضايا التحرش سببها طرف واحد فقط بل الاثنين شركاء، هذا شاب لم يغض بصره ويتقى الله و تلك فتاة أصرت أن حريتها في اظهار جسدها بشكل مبالغ فيه فهنا الخطأ واقع على الاثنين ولكل حالة تشخيص خاص.

قضية التحرش المنتشرة هذه الفترة صنعت أرائاً منها الصحيح و المحترم و منها الغريب الذي يدل على جهل صاحبة، إن التحرش بأي شكل من أشكاله سواء كان بالمس أو بالكلام أو بالفعل أو بالإيحاء محرم تماما و قانونا فهي جريمة يحاسب صاحبها كما تنص أحكام القانون.

قد لا تتخذ بلادنا إجراءات سريعة أحيانا في بعض الأحيانا خصوصا كان المتحرش يمتلك سلطه ما، لكن المهم و الأهم هو أن تبلغ الحالة عن الحادثة فالتحرش جريمة كسرقة و القتل و القذف ويجب أن يعاقب صاحبها مادمت التهمة ثابتة عليه، كن يوسفاً في قلبك قبل شكلك و كن رجلاً يرعى نفسه مع الله قبل البشر، و كوني فتاة ترعى نفسها ولا تتنازل عن حقها و دافعي عن أنوثتك حتى و إن لم ينصفكي القانون كوني قوية.