فى عام 2010 بدأت رحلتى مع القراءة ، لدى مخزون من الخيال ، ساعدته القراءة فى الانفجار ، كانفجار الكون الاولى لحظة نشوءه ، علمتنى القراءة اكثر ما علمتنى المدرسة و الجامعة و البيت و الشارع و الدين ،تغيرت تماما منذ ان خطيت اولى خطواتى بالكتابة.. لقد غيرتنى الكتابة ، لا أحد يكتب الا اذا كان قلبه هش ، سهل انكساره ، الكتابة لا تحوى القلوب القاسية فى قاموسها..
تنسج مخيلتى حروف متشابكة ك بيت العنكبوت ، فتخرج من تحت اصابعى كلمات تشبه موسيقى نابعة من الات موسيقية لم تخترع من قبل ، لقد احببت الكتابة و السبب بسيط هو انها سببا رئيسيا فى اكتشاف ذاتى ، تصالحى معها ، قبول عيوبى و اخطائى و زلاتى ، انبهارى بمميزاتى ، و قصصى الغريبة التى ينتج عنها نيران تنشب من فوهة براكين شرق اسيا..
ارحت ظهرى الى باطن الكرسى الخشبى الذى جلبه لى والدى ايام الثانوى ، ليشجعنى على المذاكرة ، كنت فرح انتشى سعادة و يملأ فؤادى شعور يمتزج بنشوة اهل الجنة عند وطأ اقدامهم النعيم لاول مرة ، كنت فرحا لاننى ساستطيع القراءة ، على ذلك الكرسى المريح انذاك..
كنت اقرأ على جوجل كتبا بنهم كبير يشبه نهم الارنب و هو يلتهم طعامه ، لى مع كل كتاب مقطوعة موسيقية كخيال ظل فتاة بديعة الجمال ، تتمنى ان تحتضنها و تقبل كل جزأ بها و لكن كيف و انت لا ترى سوى خيالها..
و لكنى مررت بالام المسيح و اضطهاد العذراء و حزن يعقوب و ظلم يوسف ، و صبر ايوب ، مما جعلنى ارص الاحرف جنبا الى جنب و كأننى ابكى و اصرخ كطفل لم يستطع التعبير الا بتلك الطريقة..
لقد ولدت الكتابة من رحم الامى ، بكائى اصبح حروفا ، ف الدموع لا تكفى و لو بكيت عاما كاملا ، الكتابة تستنزف مشاعرى و طاقتى و لكن تريحنى كثيرا..
اذا اردت ان تكتب ف لابد من دخولك عوالم حقيقية قاسية و موحشة ، مرورك ب علاقات ، تجارب ، احداث غير مألوفة ، قرائتك لكتب غريبة و متنوعة ، لا تقرأ ما تهواه نفسك فقط ولكن اقرأ ما يعاكس طبيعتك ، ف الابداع لا يأتى الا بالتمرد..
عش كالبقية او مت كأنت.. لا تجعل من نفسك شخصا مثل الجميع لمجرد انك تخاف النقد او انك ترى ان التفكير فى اى امر لا فائدة منه لانه امر مسلم به ، بل اجعل من نفسك كيان مستقل لا يهمه اراء احد فالجميع سيتكلم لذلك اجعلهم يتكلمون على شخصيتك المستقلة ، لا على تقليدك الاعمى لغيرك..
-
على نور الدينإن عالم “الواقع” لا يكفى وحده لحياة البشر إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة !