زواج المثليين نحو شكل جديد من الأسر - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

زواج المثليين نحو شكل جديد من الأسر

الزواج بين الحق و الحرية

  نشر في 25 فبراير 2018 .

بعد مشاهد العناق و الصور الحميمية التي غزت مواقع التواص الاجتماعي لمثليين و التي التقطت لهم في الشارع أو حملت من حساباتهم على الفيسبوك. و بعد الجدل الكبير و النقاش المثير الذي أثاره هذا الموضوع داخل المجتمع المغربي, يستفيق هذا الأخير اليوم على مطلب جديد زواج المثليين فئة فرضت نفسها داخل المجتمع و تطالب شرعنة حقوقها في الزواج و هو ما إعتبره البعض آخر صيحات الحرية و الميوعة.

بدأت القصة حينما طالب حوالي 100 مثلي مغربي مقيم بفرنسا بشرعنة زواجهم احتجاجا على التعاون القضائي الفرنسي المغربي في إطار قانون الزواج للجميع, فحتى في حال تم الزواج بفرنسا وفق هذا القانون فهذا الزواج يعتبر باطلا في المغرب. ال100 مثلي مغربي لم يكونوا الوحيدين المطالبين بشرعة زواجهم فسرعان ما استحسن الفكرة عدد من المثليين.

بغض النظر عن هذا الشد و الجدب فلا يختلف إتنان حول أن الحقوق و الحريات الفردية و التوجهات الجنسية أشياء تخص أصحابها و لا يمكن للغير التدخل فيها. صحيح أن اختيارات الإنسان في هذه الحياة معدودة جزء من حياته يشكل سلفا فهو لا يختار جنسه أول لونه, فعلى الأقل من حقه اختيار الشخص الذي سيعيش معه المتبقي من حياته ما داما يعيشان مع بعضهما البعض دون أن يكون في الأمر إزعاج أو ضرر للآخر حتى إن تعلق الأمر بمثليين. و الأحق كذلك أن ينضما هذه العلاقة بوثيقة قانونية تحميهما خلال العلاقة, و تضمن لهم الحقوق المدنية التي يتمتع بها أي فرد في المجتمع.

مازال رجال و نساء مثليين يعتقلون . السادس و العشرين من ماي المحكمة الابتدائية تدين رجلين مثليين بتهمة ممارسة الجنس في سيارة خارج المدينة و بعيدا عن الطرق الرئيسية. ليست هذه حالة معزولة بل إن شبيهاتها تتكرر باستمرار.

فعوض الوعي بوجود هذه الفئة و أنها أصبحت تشكل قاعدة مهمة داخل المجتمع, فيطوع البلد قوانينه و تشريعاته بما يكفل حق هذه الفئة, و في قاعات المحاكم جلسات تحاكم خلالها الحريات الفردية للأشخاص.

ممارسات يضرب خلالها بمضامين العهد الدولي للحقوق المدنية و السياسية عرض الحائط, سيم و أن المواثيق و العهود الدولية تكفل هذا النوع من الحرية شريطة أن تكون بالتراضي بين طرفيها. لكن البعض قال إنه عبر شرعنة زواج المثليين ستتم خلخلة بنية المجتمع المغربي و الشكل العادي للأسر. و الحق أن بنية المجتمع المغربي لن تخلل بفعل زواج مثليين تحركهما الرغبة في توثيق العلاقة التي تجمعهما و تقنينها بعقد زواج. كيف ؟ إنها مخلخلة سلفا مجتمع يعيش على تزايد عدد الأمهات العازبات كل يوم .

جمعية إنصاف المختصة في قضايا المرأة تقول بلغة الأرقام أن 153 طفل غير شرعي غير مسجل باسم الأب يولد كل يوم. يعيش مع الأم و تتحمل هي تكاليف تربيته و يحمل نسبها ألم ينتبه رواد هذا القول إلى خلخلة بنية الأسر في هذه الحالة ؟ ثم إن الأبحاث العلمية تشير اليوم إلى إمكانية إنجاب المثليين, و يمكن لهذا الطفل أن يعيش حياة طبيعية الأهم توفير الحنان و العطف اللازمين كيف ما كان مصدرهما, و الأكثر أهمية توفير المستوى المعيشي اللائق تربيتهم تربية جيدة و تعليمهم.

إن المجتمع المغربي اليوم مضطر لكي يتصالح مع فئة جديدة تكبر داخله كل يوم. إذ لا يمكن اعتقالها كلها و مصادرة حقها في اختيار الشريك سيم و اننا في بلد يؤمن بالتعدد. إنها فئة تفرض وجودها كل يوم على الساحة ويبقى الخيار بين عنصرين لا ثالث لهما التألم مع وجودها و تقنين ممارساتها و التركيز على دورها كفئة منتجة داخل المجتمع عوض الانتباه فقط لجنسانيتها أم الاستمرار في مصادرة حقوقها وهنا سوف يصبح المحرم مرغوبا في الخفاء و النتيجة لن يتنبأ بها أحد .



  • وجدان ابروك
    وجدان ابروك 19 سنة طالبة صحفية مغربية الجنسية و صحفية متدربة بعدد من المنابر الإعلامية المغربية و الأجنبية محبة للسفر و العلاقات الإنسانية و عاشقة للقلم و الكلمة بحيثياثها و مراميها
   نشر في 25 فبراير 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا