رؤية تحتاج منا وقفة للبحث والتعمّق فالأمر خطير وهو السبب الرئيسى لما نحن فيه من تشتت وتفرق.

للإعلام دور كبير في المجتمعات المتحضرة ولا أحد ينكر دوره الهام في تغيير الرأى العام سواء فى وقت الثورات أو غيره ، وقد يكون سبب رئيسى ف قيام ثورة أو انقلاب فهو يحدث تغيرات كثيرة وكبيرة في المجتمع كما أن له ماله وعليه ما عليه. .

ومن دلائل فساد الإعلام ودلائل كونه موجَّه سواء سياسيا أو غيره لإفساد محتوى العقول وشغلها بالباطل والتفاهات : "المرتبات التى يتقاضاه الاعلاميون"،والتى فيها من الإسراف ما يعجب له كل عقل مفكر وبقف ليتدبر ويتأمل ويفكر قيللاً : ملايين فى مقابل تفاهات وكلمات تخرج من أفواههم لو قيلت فى زمن الصحابة والتابعين أو فى دولة من الدول المتحضرة لما شغل هؤلاء مثل هذه الأماكن والمنابر مرة أخرى. يأخذون الكثير والكثير ويطالبون الفقير بالتقشف وعدم الإسراف ، وهو أصلاً فقير ليس لديه شىء ينفقه للإسراف ولا للترفية عن النفس فمن أين يأتي التقشف !!!

الإعلام أيها القارىء يُسهِم في تشكيل الأفكار ، فإمَّا أن تكون عاملَ بِناء يَحثُّ الأمةَ على التقدُّم والتنمية والتماسُك، وإمَّا تكون عاملَ هدْم يُحدِث اضطرابًا وقلَقًا فكريًّا واعتقاديًّا، بل واجتماعيًّا، المقصود هنا ليس الإعلام المسموع والمقروء فقط ولكن أيضاً مواقع التواصل الاجتماعى ، فنحن كبيرنا وصغيرنا نقضى الساعات نطالع الاخبار والأفكار التى تُبث على هذه المواقع ونخرج نتحدث ونختصم بدون التحقق من صحة ما نقرأه ، ومعظمها تهويل وتكبير وتزيين وتلميع لحقائق لجذب مشاهدة ليس الغرض منها سوى إفساد العقول والتربّح لا لإظهار حقيقة أو غيره.

فاحذر أخى من االاتباع والاستماع لهؤلاء ولهذه المضلِّلات والمُفرِقات والمشوهات للحق والمٌنكِّسات للفطر.

 الإعلام النزيه: يَعرِض القضايا عرضًا أمينًا، ويَقِف على مسافة واحدة مع جميع الأطراف التي يتعاملُ معها ،فلا يُجامِل طرفًا على حساب الآخر، ولا يَتحامَل عليه؛ لأنَّ كلَّ هَمِّه الوصول إلى الحقيقة ،الإعلامى الآن كل م يهمّه هو إحداثَ السَّبق الصحفي،أو تشويه فَصيل يَختلِف معه في الرُّؤى، أو من أجل تحقيق مَآرب شخصيَّة أو مؤسَّسيَّة ،الإعلام الحقَّ يَدفَع الظلامَ والظُّلم عن الناس، أما إعلام التضليل والتجريح، والخوض في أعراضِ الناس، والإيقاع بين الناس، إعلان التخويف من الإسلام، نعم لقد جاؤونا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا، ما أنْ تُقلِّب القنوات إلا وتَجدهم مُتربِّصين يَتناقَلون الأخبار دون تَحقُّق وتَثبُّت، هذا الإعلام تَنهالُ عليه الأموال، وتُصبُّ عليه صبًّا، إعلام فاسِدٌ لا بدَّ أنْ يُحجَر عليه كما يُحجَر على السفيه؛ لأن هذا السفيه يَضرُّ نفْسَه ومن حوله؛ فعَزلُه واجب على وليِّه، وإنْ لَم يَعزِله، فعزلُه واجب على الأمّة كلِّها؛ لأنَّنا لو تركنا هذا الإعلام الفاسِد، لنَخَر بسوسه وجهْله في جَسَد الأمة، بل وأَغَرق الأمة كلَّها..

تلعب أجهزة الإعلام دورًا مُوَجَّهًا لخدمة أهداف الفاسدين المشوهين لصورة الإسلام ، وهو ما يُلاحظ من التتابع المتواصل لإصدار صحف ومجلات وأجهزة إعلام غربية موجهة للعالم العربي.

والواقع، فإن هذا الإعلام الموجه للعرب، وإن كان تزايد عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إلا أن بداياته كانت مع ظهور الإذاعة والتليفزيون، ووصولهما للعالم العربي لخدمة أهداف الاستعمار، الأمر الذي يفسر أن "هوجة" الإعلام الموجه حاليا تعتبر امتدادًا لفترة استعمارية جديدة للعالم العربي.

ولو بحثت فى الأمر لعلمت أن أجهزة الإعلام الموجهة للعرب اليوم تتشابه مع الإذاعات الغربية التي كانت موجهة لشرق أوروبا في العام 1956 نتيجة الثورات ضد حكوماتها.

ابحث فى هذ ا الموضوع لتعلم أضراره وبذلك تتجنبها.