الإسلام في مصر - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الإسلام في مصر

علماء مصر

  نشر في 16 ديسمبر 2018 .

جاحد من ينكر دور مصر في نشر الإسلام وان العلماء المصريين أثروا الحضارة الإسلامية في كل العلوم فقه قراءات علوم  

أما العلماء المصريون أو الذين سكنوا مصر مدة طويلة أو قصيرة، فعدد لا يمكن حصره، وهذا -على التحقيق- هو الذي بَوّأ مصر مكانة عالية في التاريخ الإسلاميّ، وهو الذي رفع قدر البلاد، وحمى الله -تعالى- به العباد، فالعلماء صِمام أمان المجتمع، وهم الذين تزدان بهم البلاد، وتصان بجهودهم حقوق العباد، ومن هؤلاء العلماء في القرن الأول جملة من الصحابة رضى الله عنهم، وعدد من التابعين،

ولابد أن أقول إني عندما أنسب شخصاً ما لمصر فهو إما أن يكون مصرياً بالولادة أو بالأصل، أو أنه وافد طارئ على مصر أقام فيها أربع سنين فأكثر، وذلك لأن الإمام الكبير عبدالله بن المبارك قال: من أقام ببلد أربع سنين نُسب إليها، وهذا أعده أقدم قانون للجنسية مطلقاً، وقد أخذت بعض دول أوربا بهذه المدة التي عينها ابن المبارك -رحمه الله تعالى- وأعطت الجنسية لمن أقام بها أربع سنوات فأكثر، وهذا يدل على النظرة المبكرة الثاقبة لذلك الإمام الفذ.

ومن علماء القرن الثاني : 

الليث بن سعد (ت 175) وهو إمام المصريين الذي قال فيه الإمام الشافعي: الليث أفقه من مالك إلا أنه ضيعه أصحابه، وهو أحد كُمّل الرجال وأصحاب المروءة الكبار، وأحد أثرياء مصر, رحمه الله تعالى .

وعبدالله بن وهب الراسبي المالكي الذي لما قرئ عليه كتابه "أهوال القيامة" ظل يخور كأنه ثور منحور، وغشي عليه ثم مات بعد أيام متأثراً, رحمه الله تعالى, وذلك سنة 197.

ومنهم صاحب الإمام مالك عبدالرحمن بن القاسم (ت 191) الذي قَلّ مثيله في الدنيا، وكان من أصحاب الهمم العالية، فكان ينام على باب مالك في المدينة النبوية المنورة ينتظره إذا خرج إلى المسجد النبوي الشريف لصلاة الفجر .

ومنهم ورش المصري عثمان بن سعيد (ت 197) الذي يقرأ أكثر أهل المغرب العربي الكبير وإفريقيا بروايته إلى يومنا هذا.

وعثمان بن الحكم الجذاميّ (ت 163)، وهو أول من أدخل علم مالك إلى مصر، ولم يأت مصر أنبلُ منه.

ومن علماء القرن الثالث :

الإمام الشافعي وهو ممن عظمت مصر وسعدت بسكناه فيها وموته في أرضها سنة 204، وفي مصر ختم الشافعي القرآن ستين مرة في رمضان وذلك أثناء رباطه في الاسكندرية، وكان ذلك بشهادة المُزني، والشافعي إمام الدنيا وعالم العلماء، وإليه المنتهى في العلوم الشرعية والتسليم فيها،

ومنهم أصحاب الشافعي الذين لم يرزق إمام في الدنيا بمثلهم، وعلى رأسهم المُزني (ت 264) زينة أصحابه، وكان إذا فاتته صلاة الجماعة صلى الفرض خمساً وعشرين مرة رجاء التعويض!! وكان إماماً ورعاً زاهداً مجاب الدعوة.

ومنهم البويطي يوسف بن يحيى (ت231) صاحب حلقة الشافعي من بعده، وهو الذي صبر في محنة خلق القرآن يوم حُمل في الحديد إلى السجن ببغداد ومات بها، وكان من كرامات الشافعي أنه كان يقول له: تموت في الحديد، وهو أحد أئمة الإسلام وأركانه وزهاده.

ومنهم يونس بن عبدالأعلى الصدفي إمام المصريين (ت 264) وتوفي بعد الشافعي بستين سنة، وكان ورعاً زاهداً صالحاً عابداً، كبير الشأن، ذا فضائل كثيرة، ولما حضرته الوفاة بكى فسأله أصحابه عن ذلك فقال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله، يريد أنه فاته شرف الجهاد، رحمه الله تعالى.

ومنهم عبدالله بن عبدالحكم بن أَعْين، كان من أعظم أصحاب مالك (ت 215) ودفن بجوار الشافعي، وابنه محمد وكان مفتي مصر في زمانه (ت 268).

والربيع بن سليمان الجيزي المرادي, وكان عالماً ومؤذناً بجامع مصر، وقد جاء مرة ليؤذن فأخطأ فقال: حدثنا الشافعي، ثم ضحك وضحك الناس، وأخذ في الأذان، رحمه الله تعالى.

- وأما علماء القرن الرابع 

فعلى رأسهم : الإمام الطحاوي أحمد بن محمد بن سلامة الأزدي الحنفي ابن أخت الإمام المزني (ت 321) وهو صاحب العقيدة المشهورة التي أصبحت مرجعاً.

أما القرن السابع 

فأعظم علماء مصر فيه هو : العز بن عبدالسلام (ت 660) الذي كان أعظم العلماء مطلقاً في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى اشتهر بسلطان العلماء وبائع الأمراء، وله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حكايات تدل على عناية الله -تعالى- به وتوفيقه إياه, وقد كان مجلس فقهه يوصف بأنه أبهى مجلس فقه فى الدنيا، وقد كان له أثر عظيم في انتصار المصريين على التتار في عين جالوت سأبينه إن شاء الله تعالى في حلقة قادمة.

ومنهم المؤرخ المشهور القاضي ابن خَلِّكان صاحب "وفيات الأعيان" وتوفي سنة 681, رحمه الله تعالى.

ومن علماء ذلك القرن الإمام الشاطبي المقرئ صاحب الشاطبية (ت 590) وهي أعظم منظومات القراءات انتشاراً وقبولاً, وقد طاف ببيت الله الحرام حاملاً الشاطبية سائلاً الله -تعالى- أن يقبلها ألف أسبوع!! والأسبوع سبعة أشواط، فحقق الله -تعالى- رجاءه. وقد عُظم في مصر تعظيماً عجيباً

ومنهم الحافظ المحدث عبدالعظيم المنذري (ت 656) صاحب الكتاب المشهور "الترغيب والترهيب" وقد كان يوصف مجلس حديثه بأنه أبهى مجلس حديث على وجه الأرض، ومن سمو أدبه أنه كان المفتي بمصر قبل مجيء العز بن عبدالسلام، فلما دخل العز إلى مصر تنازل له عن الفُتيا، وبادله شيخ الإسلام العز بن عبدالسلام أدباً بأدب فقد كان يحضر مجلسه في الحديث كأحد الطلاب!!

ومنهم الإمام الكبير أحمد بن إدريس القرافي المالكي أحد العقول الضخمة في الإسلام، وهو صاحب كتاب "الفروق", وهو أحد من وفق للجمع بين العلوم الطبيعية والعلوم الشرعية، فقد كان له في صناعة الآلات الدقيقة عجائب (ت 684).

ابن يونس المصري: وهو أبو الحسن علي بن أبي سعيد عبدالرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري، ولد في مصر عام 950م، وهو أحد أهم العلماء المختصين بعلم الفلك، حيث يعتبر المؤسس لعلم الفلك الحديث، وقد برز ابن يونس من خلال عدة اختراعات أبرزها وضع جدول دقيق من أجل فروق التوقيت، واختراع رقاص الساعة أو ما يُعرف باسم البندول، ليكون سابقاً للعالم جاليليو بأكثر من ستمئة عام، وقد أنجز العديد من الأبحاث في تخصص الرياضيات التي ساعدت على تقدّم علم المثلثات، وهو أول من صنع القانون الخاص بحساب المثلثات الكروية، وكان له العديد من المؤلفات، مثل كتاب الزيج الصغير، وكتاب الزيج الحاكمي، وكتاب بلوغ الأمنية فيما يتعلق بطلوع الشعرى اليمانية، وكتاب الظل، وكتاب الميل.

ابن الهيثم: وهو أبو علي محمد بن الحسن بن الحسين البصري، ولد في محافظة البصرة في العراق عام 965م، إلا أنه عاش كامل حياته في مدينة القاهرة المصرية، لذا ترك أثراً كبيراً على مصر بعلمه، وكان ابن الهيثم أحد العلماء المشاهير في علم الفلك، وفي المنطق، والفيزياء، وعلم البصريات، وفي الطب، والحساب، والمنطق، ومن أبرز أعمال ابن الهيثم أنه وضع الأسس والقواعد الخاصة بالبحث العلمي التي سار عليها في كل نظرياته وأبحاثه، وقد كتب عدداً من الكتب مثل كتاب المناظر في ثورة عالم البصريات الذي تحدث فيه عن تشريح العين وعن الوظائف الخاصة بكل جزء من أجزائها، حيث يعتبر ابن الهيثم أول من درس العين وشرّحها، كما أنه أول من صنع المبدأ الذي تسير عليه الكاميرات، كما وأوجد السبب وراء انكسار الضوء، وأوجد القوانين الخاصة بالانعطاف والانكسار، ولابن الهيثم العديد من الكتب التي تجاوز عددها مئة وستين كتاباً، وتتحدث عن مختلف المجالات التي برز فيها.

وبعد هذه الأمثلة وليس حصرا تجد أن مصر دوما مفرزة للعلماء وحاملة لواء الحضارة ومصدر إشعاع للكون ولولا مصر وأهلها لقضي التتار على الإسلام هذا طبعا بعد فضل الله عز وجل 


  • 2

  • أبو أسماعيل
    مهندس معمارى مهتم بتطبيقات مراقبة الجودة وادارة المشروعات وبيئة العمل للوصول الى مجتمعات عمل عربية ذات جودة اكتب فى الاجتماعيات والتاريخ وادون فى المشكلات المعاصرة
   نشر في 16 ديسمبر 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا