شريدآ في مآواه طرقات بلا مسكنآ... طريدآ من ال القرية الذين اطلقوا عليه -لعنة الدماء -..... 

منذ ان وعت عيناه علي الدنيا و هي تأبي ان تريه الا الدماء و الخوف...  حكم عليه بلعنه لا ذنب له منها سوي ان  عشيرته  قد اقترفتها.. ...  

مجرد ذكري عابثة تراوده في ذكراه لصبي صغير يلهو الغميضة مع معشر صبية القرية و هو لا يدري ان دوره لتحل به اللعنة قد آن...  

يرمقه اباه بنظرة صارمة ثم يسحبه من يده بقوة ينظر الي رفاقه بوداع لعلها تكون النظرة الاخيرة...  

مجلس هائل لمعشر اهل القرية يسمون بدسائسهم في اذن الصبي الصغير...  اجتمعت الهمجية و الاجرام علي نعت صبي صغير برئ  بلعنة الدم...  و هنا تجسدت المكائد الشنيعة باعداد ذلك الحفل الدموي...  

حفل كبير تدق فيه اناشيد الحزن تعج الفرق الموسيقية بعزف انين الموت...  بين كئوس الشراب و موائد الاسمطة يعج بمعشر ال القرية يتبارون بجريمتهم الشنعاء...  

مقصلة هائلة الارتفاع بين ثنايها يمكث الصبي الصغير الذي فصلت روحه الصغيرة بوحشية ادمية بشعة وسط هتاف سعيد من ال القرية الهمجاء... 

 رفعت كئوس الانخبة و هتفت ضحكات ال القرية المجرمة ان نجت قريتهم من لعنة الدماء...  و هم لا يدرون ان باجرامهم قد فتحوا علي انفسهم ابواب دماء الجحيم...  

علي مقربة من الحفل اللعين جثت  تلك المرأة المكلومة علي بنيها المظلوم الذي راح ضحية همجية ال قرية الاجرام..  

بعبراتها المنهارة دوت صرخاتها المكلومة علي ولدها ماذا جنيتم ايها المجرمون و حرمتم ام مسكينة من ولدها الصغير ...  

بوحشية همجاء صرخ فيها ال القرية المجرمون...  

ولدك اللعين فآل فقر علي القرية هكذا قال العراف...  

تصرخ المرأة المكلومة بعنف: 

اي عراف هذا تصدقونه ايها المجرمون قتلتم ولدي...  

ارحلي ايتها المرأة و دعينا نحتفل ذوال اللعنة...  

بل اتت لعنة الدماء بعد نحر  ولدي ظلم و بهتانآ ...  

عند رفات ذلك القبر مكثت المرأة المكلومة تبكي ولدها الصغير و لسان حالها يردد: 

قتلوك يا ولدي و حرماني فلذة كبدي...  

كان ذلك الشبح الحزين ماكثآ خلفها يتابع حوارها المكلوم...  نري ابتسامة مخيفة علي وجهه حسنآ يا ال قرية سيروا اللعنة بحق قريبا فمن سلبوه الحياة ظلما و بهتانآ سيحل بهم القصاص عادلا..  

تمت...