متلعثم في حديثٍ تسوده الذلة، بوجهٍ شاحبٍ تظهرُ عليه إمارات اليأس، والحنين إلى حضنٍ دافئ تتوسله بقايا روحه المتلاشية بين أنَّات الفِراق والشعور بالفقد.
أتاني كعادته عندما تُسْوَّد في وجهه الدنيا يقصدني ديسق أُضيءُ له الحياة، سألته بكل حنية..
_ماذا جرى؟!
أجابتني دمعة هاربة من مقلتيه تجري على صحراء خديه القاحلة، ران بعدها صمت طويل، سقط بعده خائر القوى..
جثوت فوقه فاخذني بكلتا يديه متوسلاً حضني وهو يقول:
_ضميني يا هذه، خُذيني إلى ما وراء هذا العالم الخفي، خبأيني خلف وشاح روحكِ التي لا سبيل لهموم الدنيا إليها، دعيني أغوص عميقاً لأُرمم بقايا روحي المتكسرة التي أنهكها التعب والركض خلف سراب وطنٍ، وفقد أحبة، وكذب حكومات، وأنباء شُهداءٍ وأعزاء روح، وأخلاء..
ثم صمت قليلاً وأطلق تنهيدة حوت كل معالم الألم، والحسرات، ثم سكن إلى الأبد وفاضت روحه متوسلاً صدري.
Twitter.com/alnwrNaierالنور ناير
-
النور ناير _ Alnour Naierسأكتب من أجل أن أحيا في عقول الآخرين، لأكون خالد بفكري، مواكب عصري