مرة أخرى: البيضة أم الفرخة؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مرة أخرى: البيضة أم الفرخة؟

  نشر في 16 غشت 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

لم أكن أعلم بانتخابات مجلس الـ"شيوخ" إلا عندما رأيت اللافتات متناثرة هنا وهناك، ورجال الأمن منتشرين أمام اللجان الـ"انتخابية"!. وخلال طريق الـ"ميني باص" الطويل، بدءا من "بولاق الدكرور"، مرورا بشارع "جامعة الدول العربية"، انتهاء بـ"سيتي ستارز مدينة نصر" حيث مقر العميل الذي كنت ذاهبا إليه، شاهدت العديد من تلك اللجان. ورغم أن الـ "DJ" والرقص كانا عاملا مشتركا، إلا أن التفاوت الشديد في طبيعة ونوعية الراقصات كان فجا وصارخا!


فما بين نساء "بولاق"، مقبضات الوجه والهيئة، بعباءاتهن السوداء الكالحة، وأجسادهن النحيفة الحادة وكأنما استبدلن العظم بالـ"سنج" والـ"مطاوي"، وحركات أيديهن الفجة وأصواتهن المخيفة.. إلى بنات وزوجات البوابين الممتلئات في شارع جامعة الدول العربية، بملابسهن التي مازالت تحمل السمت الفلاحي، ورقصهن ذي الطابع الفولكلوري الشعبي، وبقايا حياء قديم ساعد على اخفائه اجتماعهن وبعدهن عن بلداتهن.. انتهاء بالفتيات الجامعيات أمام سيتي ستارز، بأجسادهن الرشيقة، والزِّيّ الموحد، وبطاقات التعريف المدلاة على صدورهن الغضّة، ورقصهن الأقرب إلى احتفالات المدارس الحكومية قديما بأعياد الطفولة!


وقد عزوت ذلك - بطبيعة الحال - إلى تغول "الرأسمالية المتوحشة" وما نتج عنها من "طبقية عفنة"، جعلت الناس درجات حتى في الرقص المُهين مدفوع الأجر!


وسرحت بعين الخيال، فرأيت الانقلاب قد زال، والـ"شرعية" قد عادت (ههههه)، وأنني ترشحت للانتخابات كي أضبط الحال المايل.. ثم سرحت أكثر حتى سمعتني أخطب في الجماهير المحتشدة أمامي عن برنامجي الانتخابي، وكيف أن الاشتراكية هي الحل، وأنها لا تضمن فقط أن لا يمرض أهل "جاردن سيتي" من التخمة، فيما يئن أبناء "كفر شكر" من الجوع؛ لكن أيضا ألا تصوصو عصافير الكناريا أمام لجان انتخابات "مدينة نصر"، فيما تتلوى الديدان والأفاعي أمام لجان "بولاق"!


اقتحمَت خيالي فجأة بعض صور الناخبين الملتفين حول أولاء وأولئك، فأخذت أفكر في مدى احتمالية أن ينجذب الناخب البولاقي إلى فلاحة ممتلئة الجسد لا تجيد حمل السنجة، أو جامعية ترتدي زيا موحدا وتحمل بطاقة تعريف؟ ومن ثم أخذت أتساءل بحيرة: هل "الطبقية العفنة" هي حقا نتاج "الرأسمالية المتوحشة"؟ أم أن الطبقية هي الأصل فينا بس ربنا هادينا (ههههه)، وما الرأسمالية إلا وسيلة لاحتوائها؟ وأيهما تسبق الأخرى، البيضة أم الفرخة؟؟


كنت قد دخلت مقر شركة العميل، وأصبحت وجها لوجه أمام موظفة الاستقبال الحسناء ببلوزتها الصيفييه الأنيقة مفتوحة الأزرار، وقد افتر ثغرها عن ابتسامة مرحبة.. فرميت تساؤلاتي جانبا مع أحبالي الصوتية الغليظة، وصوصوت لها برقة: "صباح الخير"!



   نشر في 16 غشت 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا