عيدٌ لغربةِ الأحداق
هيام فؤاد ضمرة
نشر في 04 يونيو 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
عيدٌ لغربةِ الأحداقِ..
هيام فؤاد ضمرة..
يا عيدُ هوناً، فالأبناءُ تغربوا في طلبِ الأرزاق
تركوا خلفهم عاصِفةً تزأرُ بوحشيةِ الفراغِ والانعتاقِ
يا عيدُ عذراً قد أصَابَنا قهراً رَانَ على الفؤادِ
والحبُّ في أعطافِنا نَبتاً حَلَّ على أرضِ الأشواقِ
قد أبصَرنا للمستقبلِ لنا وسماً أضعنا رسمه
تراقُ فيه الدماءُ فأنى إليه يهرعُ حِسُ الإشفاقِ
يا عيدُ عُذرا أو لا عُذرَ يَنفي عنا ذنباً ارتكبناهُ
أنْ أرهبتنا يوماً قطعانٌ تبغي بنا غدر إطباقِ
تنبحُ بلغاتٍ ليست منا ولسنا بها نرجوا إعتلال
فلسنا نبغي عنها تراجمٌ تجهرُ باستعمارِ البُراق
جاؤونا وقد تداعَتْ علينا الخُطوبُ مِنْ كلِّ وادٍ
ترَدِدُ مطامِعَها منْ كوامِنِ إرهابٍ فاقَ حدِّ الشقاقِ
تقبضُ على زِنادِ الكُرهِ وتطلقُ فجور الغدر علناً
يا ويحهم انتهجوا مع الغادرين خططَ غُشٍ ونِفاقِ
وأبرموا عقودا يَكيدُون بها ما بالكيْدِ امعانُ استلاب
تباً كيف عجزنا ونحن نحسَبُ أنْ شُرعتْ أبوابَ الآفاق
وأنَّ بني عُثمان أثقلوا علينا ضرائباً تخلعُ الأرزاق
يا عيد قد تركنا خلفنا الدارَ والحاكورة والزقاق
وفارقنا أعزة من الأهل والجيران والخلان والأعوان
وتشردنا في كل ناحية وتخطفتنا دروبَ الإرهاق
يا عيد إنا الذين ما أدركَ قومنا للنصرِ غايةُ أحداث
ولا استقامَتْ لهم آثارُ نهضة ترفعُ عناقيدَ الأعناق
فاستلم يا عيدُ أقداحَ الفرحِ وأنخاباً بأحزانِ الأحداق
إنا قد بلينا وما ابتلي قومٌ برزءِ النكوصِ والخسران
وضاعَ الحقُّ منا بضياعِ أقصانا تتبعنا لعنةَ الإستباق
يا عربُ جاءكم العيدُ وبهامشِ أكنانِهِ سؤالٌ بلا جواب
هل زارتكم تُخومُ الخُضُوع حتى بتم أرواحٌ للإزهاق؟
لكم شهدنا أحداثاً جساماً ما عرفتها شرعة الاحتراق
منحوسة هي قضايانا إذ المآسي تلاحقها كالأقدار
لا وربي ما نحن ألعُوبة حتى يمهروا عنا توقيع الأوراق
لا ترامب وكيلُ صلحٍ ليُدركَ استواءِ موازين العدالة
ولا من تبعَهُ على الهوى يَقِرُّ بعصمَةِ الرُشدِ والأبواق
ولا لثامُ الوُجُوهِ يَسرقُ نبض خافقنا لننكرَ طهرَ الأرض
ولا عِجافَ المُتَنطحِين يكشِفُ خُنْثَهم ليقذِفهم بالإعتناق
هلموا يا شُعُوبَ القبيلة واخلعوا جلود الخِرافة والرذيلة
فاليوم صَحْوَكم وغداً تفتَرشون صفقات الذل بالسِّباق
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية