في الجامعة ، كانت أستاذة الباثولوجيا تشرح لنا درسها وهي تصر على أهمية الأظافر القصيرة الخالية من طلاء الأظافر والمجوهرات ، تشرح بصوتها الجوهري المتسلط وترفع يدها إلى شاشة العرض لترينا التصرفات الصحية من الخاطئة ، ننظر نحن إلى الشاشة فنرى فعلا شخص بالمواصفات الصحية الإرغونومية التي تدعو إليها ، ولكن في نفس اللحظة ننظر ليدها فنراها مثل يد ساحرة طوم وجيري ؛ أظافر طويلة معقوفة بطلاء بارز ، يتزين كل إصبع من أصابعها بخاتمين .. ننظر جميعا ونكمل إلتقاط تلك الملاحظات الدقيقة التي كانت تنثرها بين الحين والآخر والتي كانت بطبيعة الحال موضوع الإمتحان القادم ، الحقيقة إستفدت كثيرا من تلك الأستاذة وإن كنت لا أفضلها كما هو حال الجميع ، فبالاضافة إلى تحصيلي لنتائج ممتازة في مادتها ، فقد تعلمت منها أن أغلب الناس نظري بلا تطبيقي ، وأن من تبقى من هذه الأغلبية لا يرى هذا التناقض أو هو يراه ولكن لا يستطيع الاحتجاج أو النقاش أو حتى النقد ، وربما هذه هي قواعد اللعبة ، فقد ظلت تلك الأستاذة الصارمة _ كما كان يعرف عنها _ بنفس صرامتها المتناقضة تطرد هذا لأنه تأخر ثانيتين عن درسها ، وتشتم هذه لأنها وبقلة أدب ترتدي خاتما في إصبعها ، وتتسبب في إعادة عام دراسي كامل لتلك التي لم تحضر لبسبب مرضها ، فعندها لا تستطيع تبرير غيابك إلا إذا أحضرت شهادة وفاتك .. كانت فعلا كابوس الطلبة ، ولا أحد يجرأ على أن يلفت نظرها إلى أظافرها التي لم تكن فقط حاملة للمكروبات ولكن للشيطان شخصيا ... كان خبر إنتقالها إلى جامعة أخرى أسعد خبر تناقله الطلبة ، بالنسبة لي لم يكن وجودها يعيقني في شيء فقط كنت أجد صعوبة في هضم تناقضها الذي فاحت رائحته وصار حديث الجميع .. ولكن الظاهر أن أثرها كان عميقا في طلبتها فبعد رحيلها وعندما دخلنا فترة التربص أتتني إحدى الزميلات بنفس أظافر الشيطان تلك تذكرني بإلزامية الأظافر القصيرة الخالية من الطلاء وإلا طردنا ... لذلك لا أتسائل أبدا لماذا الأطفال الذين لا يجيدون آبائهم إلا الكلام النظري ، لا يملكون إلا القدرة على التدخل فيما لا يعنيهم ___
-
محبة العلملكي نحيا حياة سعيدة يجب ان نعتبر الدنيا معبرا لا مستقرا ، كي نعيش حياة فعالة يجب ان نشغل انفسنا بالأفكار لا بالأشخاص ، كي نحيا حياة سرمديه يجب ان نحيا لافكارنا