أمام تلاطم أمواج التنديد العربي و صرخات الوعيد من هنا و هناك الداعية للتحرك نصرة للقدس ، سطع نجم مقاوم من غزة اسمه إبراهيم أبو ثريا مبتور القدمين على كرسي متحرك ، لم يتوقف يوما عن المقاومة و لو بإلقاء حجر و المشاركة في المواجهات الشعبية مع العدو الصهيوني .
مواطن يحمل الحجر و يرافقه العلم الفلسطيني، يمشي بكرامة و يذود عن عرض تخنث العرب في الدفاع عنه ، يرسم الأقصى قبلة المسلمين بدماء من شرايينه و دموع أمه على رحيله .
إبراهيم رحل محمولا على الأعناق حاملا أمال امة لا تكل في انتظار المخلص ، و هي تلعب دور المتفرج ، إبراهيم أيقن أن ما أخد بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة ، فلم يؤمن لا بالمفاوضات و لا بالشرعية الدولية و لا بالسياسة الخارجية ، بل امن أن الذي تجرا على قنص مواطن مقعد و قبله التفنن في اعتقال الأطفال و تعذيب الشباب و مصادرة الممتلكات و تهويد الأرض ، هؤلاء لا يفهمون بيانات القمم و لا يكترثون بنداءات الشرفاء ،فهم اعتنقوا مذهب مكيافيلي لتطبيق تعاليم الحاخام و تحقيق نبوءات التلمود.
إبراهيم ضحية شظايا صاروخ بتر قدميه لدفعه لإعالة عائلته بامتهان أعمال يدوية بسيطة ، و لحظة النفير تجده في المقدمة دفاعا على شرف امة بأكملها ، فإعاقته تحفيز و تنشيط لكل شباب المسلمين ، و موقفه يجب أن يحذو حذوه القادة العرب ، اما قناعاته و ارتباطاته بالأرض فيجب أن تتحول لمادة تدرس بالمدارس العربية ، و مبدأ يغرس في قلوب الناشئة ، لتكون بذلك الرصاصة التي أنهت حياة إبراهيم شعلة توقظ الضمائر ، و نبراسا ينير عيادة ميلاد صلاح جديد و قساما يزلزل الخونة و معاقل الذل ، و سماءا تظل جيل الشرفاء من سيفتح الله عز و جل على أياديهم الأرض المقدسة ، و يعيد أمجاد امة تناست ارض المسرى و تاهت بين أولى القبلتين و الهيكل المزعوم ، امة لا تفرق بين المسجد الأقصى و قبة الصخرة ، فالنصر حتمية الاهية لكن فقط مع من ستكون أسمائنا يا ترى ، مع زمرة إبراهيم أبو ثريا أم زمرة أصدقاء الهيكل المزعوم ....لكم الاختيار.
عليك رحمات الله يا إبراهيم
محمد بن سنوسي 19-12-2017
-
بن سنوسي محمدمدون حر اطرح افكاري و اسعى للمشاركة في اصلاح المجتمع