اليوم أكتب لي..
أكتب لنفسي.. لذا يا عزيزي لا تستشعر حرجاً أو أسفاً أن تترك هذه الكلمات وتواصل رحلتك..
فأنا اليوم أكتب فقط لأنني أعشق الكتابة...
فأنا.. أعشق نظم الحروف كلمات ثم أغزل تلك في نسيج جملٍ ذات معني
قد يتفق معها أو يختلف من يقرأها
لكنها في النهاية كلمات تشعرني أنني أحيا.. أنني موجود
فالكتابة بالنسبة لي ليست فقط هواية أو حتى مهنة أصبو إليها، إنما هي حالة أعيشها وأتنفسها...
حالة أكون معها في عوالم أخرى...
قد تكون كتاباتي وتدويناتي في أغلبها حياتية وواقعية..
تقطر حزنا أحياناً..
أو تشدو فرحاً وأملاً أحياناً أخرى.
غير أنني في خضم كل هذا يبقى لدي دوماً وأبداً حنين يلازمني..
حنين لمشاعر عشتها يوم أمسكت القلم صغيراً وجلست أكتب أولى كلماتي..
ولعلني لا أتذكر تلك الكلمات إلا أنني أقدر أن أتخيلها وأسترجع تلك المشاعر، أتذكر كيف كان قلمي فتياً مراهقاً متمرداً ،قد يسطر كلمات حبٍ أول، أو زفرات غضبٍ حانق وربما صيحات تأنيب من موقف أفلت فيه شيئاً من حماقتي.
نعم.. فأنا بيني وبين القلم وحروف الكلمات تاريخ وذكريات سطرت فيها أفراح وأطراح، ضحكات وعبرات، حبٌ وشوق ثم فراق وانقطاع.
ودوماً كان القلم رفيقي نلهو ونمرح أو نحزن ونبكي .. على وجه صفحة بيضاء تستلقي بنعومة ودلال على سطح مكتبي الخشبي...
والآن وقد اشتد عود قلمي وصارت الحروف والكلمات تتزاحم وتتسابق أملاً أن تحظى بفرصة كي تلثم الصفحة البيضاء..
لكن تلك الكلمات لم تعد كما كانت من قبل مجرد كلمات ذاتية الأفق أقولها لي أو عني، بل أضحت كلمات ترنو لأفق أكثر رحابة وعالم أكثر عدلاً وسلاماً...
جربوا أنتم كذلك أن تكتبون، أمسكوا بقلم.. أخرجوا ورقة من أدراج مكاتبكم ثم اجلسوا واطرحوا عليها أياً ما بكم من أحلام أو آلام أو حتى ثرثرات بلا معنى...فقط اكتبوا وليرسم مداد كلماتكم نافذة أمل لا يغيب ..
فقط اكتبوا .. وصدقوني ستشعرون براحة ..
ومن يدري .. فقد تصيرون مثلي .. ويضحى نظم الكلمات متعة وعشق لا ينتهي..
هذه الكلمات أعلاه ما هي إلا دندنات اختلستها بينما أفكاري الأخرى قد سكنت واستسلمت لبعض الإرهاق وتتأهب للنوم والراحة لتعود لتزمجر من جديد في عقلي المسكين...
التعليقات
هنيئا لك كتاباتك ودمت وقلملك منارة للامل استاذ عمرو
لذا فإني أتفق معك اخي الفاضل عمرو في طرحته في مقالك من نصيحة( فقط اكتبوا .. وصدقوني ستشعرون براحة ..)
كيف لا وهي كما ذكرت ..... تاريخ وذكريات نسطر فيها أفراح وأطراح، ضحكات وعبرات، حبٌ وشوق ثم فراق وانقطاع.... دام ابداعك وحبك للقلم و الكتابة عمرو .