تقنية جديدة في الصحة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

تقنية جديدة في الصحة

سميرة بيطام

  نشر في 12 يناير 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

مما لا شك فيه أن الأخطار المحدقة بصحة المريض أو الذي يتعرض لحادث مفاجئ سواء كان حادث مرور أو إصابة بسكتة قلبية مفاجئة في غير مكان العمل و الإقامة المنزلية أو في مكان بعيد عن مصلحة الاستعجالات لأي مستشفى ، تجعل من نتائج هذه الحوادث هي الموت دون الاسراع نحو الإنقاذ بصورة آلية فيها من التقنيات الحديثة ما يمكن إنقاذه من حياة المصابين و ربما دون نقلهم الى المستشفى ، و يمكن على سبيل المثال ذكر ما قامت به مصلحة النشاطات الطبية المستعجلة في باريس حيث اخترع طبيب جهاز يسمى بالآلة الثورية ،و تم استخدامها في انقاذ حالات كان ميؤوسا منها ، كتلك التي تعرض فيها أحد المواطنين الفرنسيين في فرنسا الى سكتة قلبية في الشارع و رغم تدخل الحماية المدنية لاسعافه و القيام ببعض التمارين التدليكية لقلبه ليستعيد نبضاته ، الا أن عملية الإنقاذ باءت بالفشل و توقف قلب المصاب عن النبض و مر على ذلك 20 دقيقة بعدها يتم الاتصال بالطبيب ليونال لامبو "Lionel Lambaut" الذي طور قاعة عمليات مصغرة (Bloc opératoire miniature) ، متحركة في سيارة اسعاف مجهزة كاميرا يمكنها رصد مكان المصاب معا مما يسهل من عملية الوصول الى عين المكان بأقصى سرعة ، و يكون لزاما على الطبيب الذي يتلقى اتصالا الانتقال مع فريقه المعالج فورا الى عين المكان لتقديم المساعدة الطبية و الجراحية اللازمة ، حيث يقوم الفريق المعالج بإجراء فحوصات سريعة ،و بعد الانتهاء من محاولة إعادة ارجاع النبض للقلب يديويا و التي على ما يبدو ستبوء بالفشل ، ينتقل الفريق الى مرحلة أخرى و هي اجراء عملية جراحية على الفور و دون نقل المريض الى قاعة العمليات ،بل يتم تنصيب جهاز(ECMO) و ايصاله بالقلب مباشرة ليحدث جملة من التدليكات للقلب كآخر فرصة لإعادة الحياة للجسد مع نقل الأكسجين لضمان عملية التنفس .

انه فريق طبي جراحي على الهواء مباشرة ،فالغاية هي انقاذ حياة المصاب بما يمكن من ربح للوقت بدل نقله و إضاعة الفرصة في الطريق المكتض بالسيارات ، حيث يتم فتح صدر المصاب و القيام بالعملية الجراحية اعتمادا على الآلة المذكورة آنفا و في نفس الوقت يتم مراقبة النبض ان ما كان القلب قد استعاد نشاطه ، بعد ايصاله بمادة الأكسجين التي تعد حيوية للإنقاذ و في ظرف اثنا عشر دقيقة يبدأ القلب في استعادة نبضه و منه إعطاء فرصة جديدة للحياة بعد أن كان القلب متوقفا على اثر الإسعافات الأولية التي قامت بها فرقة الحماية المدنية.

هي واحدة من التقنيات العديدة و الكثيرة ، طورها الفريق الطبي و الجراحي و التقني من أجل انقاذ البشرية من مخاطر الموت أو العاهات أو التحول بالمريض من مرحلة اصابته بالأمراض العادية الى تحولها لأمراض مزمنة ، هي جهود المخترعين و الباحثين تعتمدها الدول لتطور الصحة و تقلل من خطر الفيروسات و الحوادث الخطيرة ، و في ذلك تسعى لتحسين الخدمة للمريض و تقديم الإسعافات الأولية له من واجب خدمة الإنسانية لا أكثر و لا أقل ،شأنها في ذلك يختلف تماما عن شأن الدول العربية التي بالكاد تقدم فحوصات و تلاحقها في ذلك نزاعات تلحق أضرارا بالمصلحة الاستشفائية و بالكوادر الطبية و الشبه طبية أكثر من اختزالها للألم و للخطر ، فهل من متدبر لشأن الصحة في بلادنا ليعيدها سيرتها الأولى من التفاني و الصرامة و الجد في العمل بعيدا عن مناوشات الفايس بوك و اشاعات المواقع التي لم تعرف بعد ما هو دورها الحقيقي في الألفية الجديدة بعيدا عن المزايدات.


  • 1

   نشر في 12 يناير 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا