يوم العيد - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

يوم العيد

يومياتي في الغربة 2

  نشر في 26 أبريل 2023  وآخر تعديل بتاريخ 11 يونيو 2023 .

بسم الله الرحمان الرحيم 

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين 

أما بعد 

أول عام لي في المهجر .اول رمضان ثم أول عيد .عيدكم مبارك سعيد جميعا  .

هنا بركني الصغير أتذكر أيام العيد بعيدا عن اهلي لاول مرة .. 

لكني لم احس غربة!!! الحمد لله على نعم كثيرة منها التكنلوجيا. الهاتف الوايفاي الأنترنات... 

ظننتني يوم العيد ساغرق في الحزن. ظننتني سأغلق بابي وابكي . تخيلت أنه لن اخرج ولن أذهب لأي مكان .. ما عدا التنقل بين الحمام وغرفة النوم. أبكي وأغسل وجهي ثم أعود لأبكي واغسل وجهي ..

لكن 

الحمد لله على نعم كثيرة لا تحصى ولا تعد ! منها...

صبيحة العيد إستيقظت أشعر بفراغ .. أشعر بحزن طفيف .. وظننت الأمر سيتفاقم وفجأة سمعت تكبيرات العيد!

فتحت نافذتي لأجد الساحة أمامي تعج بالسيارات . والكل يركض لصلاة العيد. والجامع بجانبي وصل المصلون فيه لشوارع 

وتكبيرات العيد !!! كنت اسمعها كأني ببلدي الحبيب يوم العيد !

دمعت عيناي. الحمد لله. هاته نعمة لم أفقدها .

ابتسمت . أحسست بالحياة تدب بداخلي .. لبسنا ثم 

خرجنا نشتري ألعابا لطفلي . إنه العيد .. وكانت المغازة ملئى بالأطفال والألعاب والضحكات والفرح والوجوه السعيدة 

إنه عيد ..

مررنا بمنازل الأصدقاء.. كل بيت تزوره تعود بصحن حلويات .. كل من تزوره تخرج من عنده محملا بشوكولا !

ورائحة الملوخية في كل بيت . تلك العادة التونسية الجميلة. أول يوم عيد نطبخ الملوخية بلحم. تبقى على نار ليلة كاملة 

نبدأ طبخها ليلا .. لصباح العيد  

أقل شيء 5ساعات . 

تذكرت بيتنا .. شارعنا عائلتي.. أعادتني الرائحة هناك !

هنا في الغربة تمتزج حاسة الشم لديك بالذكريات .. فتكتشف درجا جديدا في خزانتك .. درج نفتاحه رائحة ما وينتهي بذكرى ما بيوم ما .. في بلدك الأم . وتتنهد !

درج تفتحه على صوت ما . اغنية لحن كلمة وينتهي بذكرى وتنهيدة .

يوم العيد ببلدي كان ككل عيد ..حين تكبر الأسرة يقل التنقل بين الأهل .. وعمق الأزمة وسائل التواصل الإجتماعي .. باعدتنا .صرنا نكتفي برسائل إلكترونية تعيسة ممجوجة مكررة .. مبعوثة للجميع. بعثها لك فلان بعثها له بدوره علان .. وأرسلها له أيظا فلتان .. لتنتهي عند سرحان وقام بإرسالها لك .. ولفهمان .. وهكذا تعود لمرسلها الأول مكسوة بالكثير من الملل والنفاق والضجر والبرود القاتل. 

هنا كان أمرا آخر 

تدخل البيوت لتراها مزينة في كل ركن كحفل زفاف 

إنه العيد ! بالونات ونجوم واقمار وزينة وألوان 

تدخل البيوت ضيفا تخرج منها طفلا .تحمل حلوى وبالونا وحلويات والكثير من الدفئ!

عيدت جارتي فعدت لبيتي كطفلة أحمل الشوكولا !قالت لي إنتظري .. هذا عيدك وأعطتني لفافة صغيرة بها حلوى وشوكولا. وألوان زاهية 

وعلى مشارف الأربعين عدت تلك الطفلة .. وعادت فرحة العيد كما لو كنت طفلة واحتضنتها جدا ..

في الخارج الكل يتهادى بثيابه الجديدة والاطفال تلعب .. إنتقلت ثانية للعيد ببلدي 

وتراوح الزمن بين هنا وهناك 

بين فرح الآن وعودة فرح الماضي

الإنبهار بالعيد كما الطفولة . الفرح به إنتظاره 


وبقيت أفكر! ما الفرق بين العيد ببلدي والعيد هنا ! 

أنا أنا والعيد عيد لكنه ببلدي صار روتينيا وهنا عيد 

حينها فقط فهمت! العيد ليس تاريخ او أجواء العيد ليس فقط مناسبة .. لكنه روح

ببلدي أخذناه مسلما حتى بدأ يتلاشى 

وهنا يدافعون عنه بشراسة 

هنا جزء منهم من تاريخهم من أنفسهم من عاداتهم وتقاليدهم.جزء يحددهم ويحددني كعربية مسلمة متمسكة بما تبقى لها 

جزء ينيزهم ويفتخرون به

وهكذا يحيونه بكل قوتهم .. يدافعون عنه وكلما أحيوه كلما حيوا به 

اليوم فهمت تمسك الاقليات بعاداتها .سابقا لا أعي الأمر حتى مع عادات أراها متعبة ..حتى صرت اقلية وعيت حينها أهمية الفرد داخل مجموعته

وعيت حينها مسؤولية أن تحمل المشعل كي يحيا الكل

فهمت حينها لم العيد هنا عيد والعيد هناك فقد روح العيد 

الأشخاص وليس المناسبات من تظفي على اي شيء لمسته روحه كنهه.

ولكي تحافظ عليه عليك أن تخاف فقده

هنا يخافون فقد ذواتهم .. فيحمونها بإعطائها حقها 

هنا العيد وهناك تعودوا العيد 





  • 1

  • Uma's world
    أحب الكتب و القطط و الصباحات الشتوية الغائمة والإستماع لفيروز والأغاني الفرنسية الخالدة . هنا أحتفي بالقهوة ولها عندي طقوس خاصة . قهوتي قطي و كتابي وشمعة عطرية وأغنية وفكرة تجول بخاطري فأشاركها معكم في شكل مقال. هنا أهرب ...
   نشر في 26 أبريل 2023  وآخر تعديل بتاريخ 11 يونيو 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا