مُترجم: كيف تُسامح نفسك وما أهمية ذلك؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مُترجم: كيف تُسامح نفسك وما أهمية ذلك؟

  نشر في 21 ديسمبر 2015 .

ارتكبتَ خطأً، اتخذت قراراً غير صائب، جرحت مشاعر شخص ما، فشلت في امتحان، لم تُكمل واجباتك اليومية، استيقظت متأخراً، نسيت أن تدفع فاتورة ما، لم ترتق لمستوى تطلعاتك ولو بالقليل.

لم تُفلِح في شرح نقاطك أثناء اجتماع أو عرضٍ مهم، فاتك موعدٌ هام، فاتتك حفلة عيد ميلاد حبيبك، كنتَ مُحْرَجاً في تلك الحفلة الكبيرة، كما أن الارتباك الذي حلّ بك لم يختفي.

تجلعنا مثل هذه الحالات ساخطين على أنفسنا حيث نتساءل لماذا نحن حمقى أو ضعفاء أو غريبي الأطوار أو سخيفين أو حتى مساكين، فنعاقب أنفسنا بحرمانها من النوم ونتوجه إلى تقسيم قائمة المهام، فتخيب ظنوننا بأنفسنا مما يدفعنا الى التفكير فقط بهذه الأمور.

ومع ذلك فهذه هي اللحظات التي يكون فيها الصفح عن الذات أمراً مهما..

تقول الطبيبة النفسانية آشلي آدر، استشارية معتمدة، بأن الصفح عن الذات هي تحمل المسؤولية عن تصرفاتنا برأفة وبجدّية، كما أشارت أنه بتلك الطريقة فكل منا يقول لنفسه:" أنا مُتَحسّر أنك تصرفت بهذه الطريقة فأنا أتفهم الدافع، وأود أن أحبك بدل أن أعيبك عليها."

فكيف إذن تُسامح نفسك؟

قات "’آدر" بأن الرحمة هي أساس المسامحة، فهي تتطلب ممارسة وقد تكون صعبة في البداية. لكنها تزودنا بطريقة صحية لنصبح أقوى. إنها تعزز صحتنا وسعادتنا فضلاً على أنها تُلهِمنا وتشجعنا."

فلنأخذ المثال الآتي: أنت على مقربة من التاريخ المحدد لتسليم مقالٍ ما ولكنك لست مستعدا لكتابته إطلاقاً، فتقول لنفسك " يجب أن أكتب هذا المقال حالاً وإلا فأنا شخص فظيع وكاتب فاشل".

هل يشجعك مثل هذا القول على أن تمضي قدما وتكتب المقال؟

وفي المقابل، ماذا يحدث لو قلت لنفسك "لست مستعدا لكتابة هذا المقال فالأسبوع كان طويلا وشاقا ولا أشعر بأني قادر على الكتابة، لِم لا أضع مسودّة فقط."

مجرد مخاطبة نفسك بهذه الطريقة تحسّن مزاجك ومن المُحتمل أن تدفع بك إلى العمل على المقال، فالتسامح فعال ونافع.

إليك الخطوات الخمس التي شاركتها "آدر" من أجل تعزيز تسامحك مع ذاتك آخذة الرأفة كأساس:

ركّز على التسامح بشقيه:

وفقاً لـ"آدر"، فإن التسامح له مرحلتين، فالأولى هو أن نسامح أنفسنا عن أي فعل مؤذٍ أو إساءة قمنا بها، كارتكاب خطأ في العمل أو جرح مشاعر شخص ما. أما الثانية فهي أن نقر بأننا بشر نمتلك مشاعر معقدة وتصرفات لا نستطيع التحكم بها رغم أننا مسؤولون عنها. وأخذت كمثال التحول إلى موقف الدفاع عندما نحس بتهديد ما على الرغم من أن ذلك الشخص لم يقصد إزعاجنا.

يتطلب هذا عملا شاقا فإمكانية أنك تستطيع فعل ذلك هي أخبار سارّة، وفي حالة ما احتجت مساعدة يمكنك زيارة أخصائي في أي وقت.

تعاطف مع الآخرين:

كثيرا ما يكون تعاطفنا مع غيرنا أسهل من تعاطفنا مع أنفسنا، فكّر بما سيكون عليه شعورك حيال شخص آخر في نفس الوضعية. إقترحت آدر التأمل في هذا السؤال" هل تستطيع النظر إلى شكوكك وتفهم كيف كنت تبذل قصارى جهدك ماليا واجتماعيا وأكاديميا بالموارد المتاحة لك؟"

اعمل على المسألة وكن راضٍ عن نفسك:

كانت إحدى زبونات "آدر" تعاني من اضطراب مستعصٍ ما أدّى بها الى عدم حبها وتقبلها لذاتها، حيث قالت بأن المريضة كانت ترى أن مشاكلها النفسية اقتحمت كل علاقاتها. فتعاونتا، الطبيبة والمريضة، على معالجة مسألة حب الذات وتقبلها إلى جانب التقليل من حدة الاضطراب الذي كان لسببين وراثي وكيميائي، كما أن هذا الاضطراب زاد من إحساسها والذي بدوره حسّن في علاقاتها وعملها على نحو فريد.

وفقاً لـ"آدر" فإن المريضة دخلت معالم تقبل الذات والصفح عنها حيث استطاعت أن تُفصح عما يُخالجها قائلة: "أتمنى فعلا لو لم يكن الاضطراب صراعاً بهذا الشكل، فقد يكون مرهِقاً ومُنهِكاً لي وللناس من حولي. أسعى جاهدة لأتغلب عليه كي لا يتحكم في ردة أفعالي ولا في قراراتي، ولكن في بعض الأحيان يتحكم فيها. فهذا ليس خطئي ولكنه حقيقة التعامل مع الاضطراب."

استعمل عبارات مشجعة:

انتبه الى ما تقوله لنفسك، حاول أن تستعمل عبارات مشجعة وصادقة. إليك ما شاركته "آدر" كأمثلة واقعية:

"يا الله، أردت ذلك حقا ولكن لم تسر الأمور على ما يُرام، طبعا أحاسيسي مجروحة "

"يرتكب الناس الأخطاء دائماً، فنحن بشر."

"أكره التعلم بهذه الطريقة ولكن ها أنا أفعل ذلك."

جرّب الخيال :

تصوُّر الأشياء قد يكون فعّالا، تقول آدر:" تخيّل احتواءك لنفسك في قلب او في كف يدك، تخيّل انك تحتضن نفسك، إرسال المحبة بتلك الصورة سيساعد في تعميم المشاعر الايجابية والتي بدورها تزيد من الإحساس بالرحمة."

تؤكد آدر من جديد على أهمية تقبل فكرة أنك إنسان يخطىء بطبعه ويتخذ قرارات غير مُوفّقة. وتضيف قائلة بأنك ستكسب الكثير إن تبنيت هذا الموقف، وهذا لا يعني رفضنا التحسين في المرات المقبلة ولكن هو ببساطة مواجهة الأحاسيس والتعقيدات التي تجعل منا أناساً مفعمين بالحيوية وفريدين.

المقال الأصلي : http://psychcentral.com/blog/archives/2015/12/10/how-to-forgive-yourself-and-why-its-important/


  • 5

  • Oussama Arrar
    مرحباً، اسمي أسامة من الجزائر، متحصل على شهادة ليسانس في اللغة الإنجليزية وآدابها وأدرس حاليا ماستر ترجمة كما أنني من هواة رياضة بناء الأجسام. للتواصل معي يُرجى زيارة حسابي على الفايسبوك.
   نشر في 21 ديسمبر 2015 .

التعليقات

شكرا على المعلومات و المجهود الرائع :)
1

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا