آوي الي مكتبه الصغير و قد انكب علي ان ينهل نهلا من الكتب و الاوراق المسجاة فوق بعضها البعض في مكتبته الصغيرة.. التقطت عينه صورة العجوز الغامضة التي تتدلي صفحات الجرائد الرئيسية باختفائها الغامض منذ عدة ليال..
قد يبدوا الخبر عاديآ بمجرد امرأة فقيدة و لكن ما لفت انتباهه الخاتم الفضي الذي تدلي من اصبعها في الصورة هو نسخة طبق الاصل من الخاتم الذي اهداه اخيه اياه و طلب منه الاحتفاظ به لانه يحوي طاقة ايجابية شاسعة تبعد عنه الحسد و الشر!!
يذكر ان لاخيه حادثة مع ذلك الخاتم العجيب حيث بينما كان في احدي سفاري البراري التي اعتاد خروجها مع رفقائه استوقف اعينهم امرأة عجوز من قارئات الكف و ضاربات الودع و قد افترشت الارض و هي تحوي حولها خواتم و طلاسم غريبة استوقفت - هشام - و رفقائه طالبة منهم قراءة الكف.. الا انهما سخرا من ذلك.فاعطته ذلك الخاتم الذي ادعت طاقته الايجابية الهائلة لجلب الحظ... و بما كان - هشام - يسخر من تلك الامور اعطاها لاخيه - هيثم - الباحث في الكتب و الاوراق لعله يبحث اصلها..
ظل يعصر رأسه ليتزكر اين ترك ذلك الخاتم الفضي الذي يحوي مفتاح اللغز.. ولج الي الخزينة القديمة المسجي بداخلها هدايا مختلفة و ميداليات و نياشين عدة لمح مسجاة معهم و لاول مرة ينتبه الي البريق و الشهب الذي يتلئلئ في الخاتم.. كانت خرزاته احجار كريمة بلون ازرق و احمر لمحت عيناه نقش،كتابة مقلوبة عليتحرياتهم عن !
وضعها امام المرآة لتظهر الكتابة الحقيقية المنقوشة و التي كانت عبارات طلاسم غريبة بداخلها اسم - كهرمانة - الذي ما ان ركز انتباهه اليه حتي آلت الصورة فجأة الي ابخرة هائلة تعم الموضع مع تخفيف كامل في جسده و كانه بات روحآ يطير خفيفآ في الهواء دون ان يشعر بجسده.. حتي وجد نفسه داخل مغارة هائلة تقدمها - كهرمانة -..
تبسمت له ابتسامة مخيفة و هو يتقدم نحوها بخوف وجد نفسه يجثي امامها لا اراديآ للتحية.. ثم يحدثها و القلق يعج به :
ماذا حدث لي يا - كهرمانة - لا اشعر بجسدي مطلقآ اين انا!!!
تعالي معي ساريك جسدك...
تصحبه معها الي حجرة غزيرة بالمرجان و الاحجار الكريمة.. تجلسه علي بسط من الحرير و هو يري امامه صندوق كبير تظهر من داخله مرآة معدنية يري من داخلها ما هال عينيه..
جسده الهامد بلا حراك مسجي علي ارض مكتبته الصغيرة و قد تهافت حوله الممرضات التي نقلنه الي سيارات الاسعاف...
يكشف الطبيب علي جسده في المشفي و قد بات قلبه لاذال حيآ و مخه توقف موءقتآ في غيبوبة فوضع علي الاجهزة تحت عناية الاطباء.. بينما قيدت الشرطة الحادث ضدد مجهول بعد ان عجزت تحرياتهم معرفة الحقيقة...
يصرخ فيها بغضب :
ماذا تريدي مني يا امرأة!!!
انت من تريديني و لست انا الم تكن تبحث عني....
من انتي يا امرأة و لماذا تصدرت صورتك الجرائد... انتي ساحرة!!!
فضولك هو من يقتلك يا - هيثم -.. ساخبرك الحقيقة انا لست امرأة بشرية مثلكم..... انا - شيانة - جنية حبيسة في ذلك الخاتم و قد اخرجتني منه امرأة شابة تدعي - جيان - كانت المسكينة تعاني الخلافات مع زوجها و قد خدعتها احدي العرفات باخراجي لمساعدتها الا انني قررت الانتقام من العرافة عبر تلك المرأة التي حولت حياتها جحيمآ فهي تراني دائمآ و انا اقتل جميع افراد عائلتها بدأت بزوجها الذي شنقته في غرفته مما زاد حالتها النفسية سوءآ لاذلت اذكرها و هي تترجاني انا ادعها و شأنها الا انني لم تخمد ثورتي الهائجة حتي ارديتها قتيلة و شربت دمائها...
لم تنتهي هنا لعبة الانتقام بعد بت اظهر للناس كعرافة بشرية و هم لا يدرون سري الغامض حتي رأيت ذات ليلة اخاك - هشام - الصديق المقرب - لعادل - زوج - جيان - الذي اعطيته الخاتم و انا ابحث عن الانتقام...
انتي شبح مجرم اتركيني اريد العودة الي جسدي.....
هذا لن يتم قبل ان تهديني لحمآ بشريآ فدائآ....
هذا مستحيل اتظنيني قاتل مثلك!!
الثمن حريتك و السعر باهظ!!!
لماذا اختفيتي من منزلك الشرطة تبحث عنك..
دوري انتهي هنا و اضطررت العودة الي الخاتم..
لا تقصدين اننا اسيري الخاتم اذن!!!!
اجل و لن تخرج من هنا قبل ان تأتيني الفدية!!!!!!
يتبع..
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب