لي في الماضي نزوات عبر شوارع الكتب ..أعشقها فهي صريحة معي شهية ككل !!
كنت في العشرين من عمري أتجول في مكتبة جميلة مختلفة عن سابقتها ..فيها ذكرياتي و حتى وراء القضبان لم نفترق ، كان أول كتاب قرأته يتحدث عن فجوة المشاعر بين الجنسين ربما كان أسلوب الكاتبة هو ما شدني إلى باقي إنتاجاتها الأدبية فهي تحاور بمنطق الرجال و تغري بأسلوب النساء ..ذكية في إختيار الكلمات..
السجين الحقيقي هو الذي يعيش خارج حدود المكتبات ..الجهل و الكسل جريمة لا تغتفر !!
كانت هذه كلماتي التي كنت أرددها دائما في التجمعات الأدبية وكنت أقولها ولو على رقبتي سيف ..نعم ..أنا وراء القضبان و قضيتي أنني حررت بعض الكلمات التي كانت محشوة داخلي كالرصاص..معي السياسيون و رجال الدين و عند أول للقاء معهم كان حوارا غريبا :
الرجل السياسي قال لي بعد مناقشات حول قضايا مهمة و بضحكة مبهمة :
ليس كل من يتحدث في السياسة فهو يفهم ..المسألة أننا نحب أن نتكلم بكلمات لا يفهمها عامة الشعب ...السياسة فن لا يتقنه إلا المنافق و الكذاب و هي سياسة قذرة .
و ظل يتحدث عن مصائب كألف لليلة و لليلة لن تنتهي يلزمنا زمن لإستيعاب ما يجري !!
في وسط حديث ساخن قام رجل عليه هيئة المشايخ ..وقال مستغربا :
سبحان الله ..هل يكون للسانك مربوطا خارج القضبان ، لما لا تتكلمون في الملأ ..أم أنك من المعارضة ?!
لم يرد الرجل على سؤال الشيخ و أشعل سيجارة و إنطوى على نفسه كأنه أنهى النقاش ..كما تعودنا لا نفهم شئ و لا يجيبون على أسئلتنا حتى وهم وراء القضبان !!
ذهبت أنا وذاك الشيخ إلى الجانب الأخر و أمسك بيدي بقوة و قال وهو حزين :
يقول رب العالمين في سورة البقرة ..بسم الله الرحمن الرحيم " وإذا قيل له إتق الله أخذته العزة بالإثم ،فحسبه جهنم ولبئس المهاد " صدق الله العظيم.
هناك صدى لأصواتنا أسمعه كل يوم ..في كل أزمة نمر بها لا أرى سوى قدم ضخمة تدوس علينا عمدا و تزيد من خطواتها قوة على قوة وكلهم أمل ان تختفي الحقيقة في سبع أرضين ..
يوجد مثل يقول ; "يقولون الزمان به فساد ...وهم فسدوا وما فسد الزمان "
-
..