النهايات قد لاتأتي في مواعيدها - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

النهايات قد لاتأتي في مواعيدها

رسالة إستسلام

  نشر في 10 يناير 2017 .

عزيزي النجاح. .. أخمن أو أكاد أن أجزم أن لحظة الأستسلام ورفع الراية البيضاء من غير اي قيد أو شرط ضد معركتي في الحياة باتت وشيكة لاتفصلني عنها سوى أرهاصات مقاومة جبانة وشعارات لم أعد أؤمن بها .. ليس لأني أنسان مسلوب الأرادة أو لا أملك معنى للحياة .. بل لأن النفق الذي أسير فيه إكتشفت بعد التجربة أنه لاينتهي بالنور فهو أشبة بأن يكون دائري الشكل متصلة نهايتة مع بدايتة .. ومعامل الأدرينالين التي كانت تضخ الحماسة في عروقي هي أيضاً تعطبت كلها وقد وأحرقت نفسها بنفسها لأنها لاتحتوي على صمان أمان يحميها ساعة قبل الأنفجار .. ولا أنسى أن أذكر أن معنى السعادة في عقلي قد تشابك وأختلط لحد أن معالمة تشوهت وأصبح يؤلمني سماعه .

أتوسل أليك بأن تصدقني .. فلم تأتي هذة الأفكار الرجعية من فراغ .. قبل هذا الأستسلام أجتهدت بأن أتخم عقلي بكل مشاعر الإيجابية وأثقلت صدري بكل الأفكار العصامية وأخذت نفسي لأبعد ماتطيق حتى إني أطلقت العنان لمخيلتي لأحتفل بالنجاح قبل أن ألتقي به ولازلت أتذكر طعم نشوته على قلبي .

وها أنا اليوم وبعد صراع أقل مايمكن وصفه بأنه متقع بالمرارة تطاردني أشباح عقارب الساعة لتصدميني بحقيقة أني لم أفعل أي شئ ذو قيمة وبنسبة مؤية تقترب من ١٠٠٪ بأعشار أني لن أفعل ماعشت .

لازلت أذكر هذا التاريخ من بين كل التواريخ القليلة التي تحتفظ بها ذاكرتي الأول من شهر كانون الثاني 2013 اليوم الذي يحتفل به كل العالم كواحدة من أجمل اللحظات التي تمر في حياتهم وليختتموا سنة لاتخلو من الأنجاز أو الأرتقاء بأي صعيد من الحياة .. لكني أخذت على عاتقي أن أحتفل على طريقتي التي حسبتها بأنها ثورية وقررت أن أعتزل عالم الهروب من الواقع واللامبالاة واللامصير واللامستقبل حتى أني أستأجرت محرابي الخاص الذي لايرتبط بوسائل الراحة أي أرتباط .. وماذا أفعل بها فهو محراب لأحلامي وطموحاتي التي سوف تشبعيني حين أشعر بالجوع وتدفئني حين أشعر بالبرد وتغازل مشاعري حين أشعر بالووووحدة .. محراب أو بيت أنثر فيه على الأرض أحلامي وأعلّق على جدرانه أمنياتي وأصلب فيه أميال الساعة الثلاثة معاً حتى تكف عن مضايقتي عندما أغرق راسماً مستقبلاً لأفكاري .. حتى أني هجرت أكثر أصدقاءي الذين كنت أستمتع معهم بالهرب من جنون الحياة .. كل هذا لأجلك ياطموحاتي وأحلامي العصامية .. أتصدق إني فكرت وقررت أن أعتزل مسيرتي المهنية كموظف يعمل تحت شبكة عنكبوتية من المدراء لأحضى بأكبر وقت ممكن معتكفاً في محرابي أخطط لأحلامي ومستقبلي الذي رسمته باللون الوردي .. لكن رفض مديري لطلب الأستقالة أنقذ ولم ينقذ حياتي !!!

عزيزي النجاح .. أحدثك عن ثلاث سنوات من عمري أحترفت فيها ممارسة طقوس الأيجابية على أختلاف أشكالها حتى أني أكتشفت مهارات جديدة تساعدني في إعادة الرونق للأشياء رغم تهالكها كي أعيد أكتشافها بنفسي والأحساس بها على طريقتي .. ثلاث سنوات أصحوا فيهم على صدى صوت أنفاسي فمحرابي مقدس لم إشاركة مع أهوائي .. وكم كثيرة هي الأشهر والأسابيع والأيام ولا أبالغ أن قلت الساعات الي قضيتها أتخاصم وأتصالح بها مع نفسي .. أعاقب أنجرافها مع تيارات الحياة المتهالكة التي تملئ بها نفوس أناس يعيشون حولي بكل راحة وإنبساط وأنا أعيش بينهم معذب وغريب حتى عن نفسي التي أرهقها الأختلاف عن البقية .. كي يجئ بعد كل عقاب مكافئة لماأحتفظت به نفسي من قيم ترقى لأن تكون جميلة وصمودي ضد الأنجراف بالذوق الأنساني وطرق عيش الحياة بدون سبب أو هدف........

عزيزي الفشل .. أهنئك من كل ثنايا قلبي الممزق .. فمفعول خلطة الأفيون التي لوثت بها حياتي قد تجاوزت ما خططت له من إنتصارات ضدي .. وخطوط دفاعاتي جميعها كخط دفاع الأمل وخط دفاع الأرادة كلها هزمت وسحقت ودمرت وإعدمت كل أسراها وأستحالت حياتي كلها الى معركة خاسرة ليس فيها شوط ثاني .. حتى رايتي البيضاء أخذتها رياحك بعيداً فتصور منظري "جسد يعيش ليموت" .

من أتعس ما تفعل ياقائد حياتي الجديد "السيد فشل" إنك عندما تدخل حياة شخص لاتنسى سرقة كل شي وأي شئ لتترك خلفك ألا شئ ولا تختفي بعدها مثل اللصوص بل تجلس في عتبة الباب تراقب تنتظر طويلاً تخشى تسلل أي شئ فيه أمل لأيامي لتهدية رشفة من سحر خلطتك التي تستحيل كل الألوان سواداً وكل المشاعر تراباً .

أصدقاءي (النجاح والفشل) سأعتزل صداقتكما ولي عودة أو قد لاتكون .. وسألغي رحلة البحث عن الكمال وأعود أدراجي لأعييد ترتيب أوراقي أو لأحرقها أصلاً .. وفي ظل زحمة المشاعر التي تحتشد في قلبي والأفكار التي تتفجر في عقلي .. أكتشفت ميناء جديد سأرسوا عليه لفترة وستبقى عيوني تراقبه أن عصفت بأشرعة سفينتي رياح جديدة .. سأمضي فيه معظم وقتي وأسخر مشاعري للتفاعل مع الملائكة التي تزدحم فيه .. أعرف إنه قد يكون أفيون يخدر أحساسي بما يحصل حولي في الحياة .. لكنه أفيون من نوع جديد تأثيره الرقي وعزف لحن الأنسانية وسأدمن عليه وسأدمن عليه .. شكراً لمن أعطاني هذة الفرصة كي أبوح بصراعاتي مع النجاح مع الفشل مع الحياة .

ALMUSTQEEL4EVER


  • 2

   نشر في 10 يناير 2017 .

التعليقات

Heba Ahmed منذ 7 سنة
heba ahmed
مقال مؤثر و خاطره حقيقه لمشاعر اغلب الناس الذين يعيشون على امواج الحياة ,,,,(حتى عن نفسي التي أرهقها الأختلاف عن البقية .. كي يجئ بعد كل عقاب مكافئة لماأحتفظت به نفسي من قيم ترقى لأن تكون جميلة وصمودي ضد الأنجراف بالذوق الأنساني وطرق عيش الحياة بدون سبب أو هدف........) لا تترك اختلافك ابدآ واعرف لهذا اختلاف له ثمن
....بالتوفيييق :)
1
خديجة منذ 7 سنة
سليم أنسيتَ أنّ أدسون قال إنّني لم أفشل بل إكتشفت 9999 طريقة لا تُؤدّي إلى حدوث الكهرباء!! هذا يعني بأنّك لم تفشل بل إكتشفت بأنّ الطّريق الذي كنتَ فيه لم يكن صحيحا..كلّنا قد مرّ بذلك الطريق..بنفس الحماس و الإرادة في التغيير ..مرّت سنون و فهمنا بعدها بأنّ التغيير يأتي من داخل النّفس و أنّ السعادة لا يُبحث عنها في الخارج..و أنّ التغيير يبدأ من العيش في اللحظة ..في الآن..التغيير يبدأ بحبّ النفس و تدليلها..لا تركض وراء أحلامك..فأحلامك و مستقبلك كلّه بداخلك..أوّل ذي بدء تخلّ عن تأنيب الضمير في عدم الوصول فهو مدخل من مداخل الشيطان ليحبطك..أليس هو عدوّك اللذوذ و كم يسرّه أن تستسلم!! ركّز على نفسك..تخلّ عن الخجل..عدم الثقة في النّفس عدم تقديرها..تقبّل نفسك بمزاياها و عيوبها و اسْع إلى التغيير بتأنّي فالرسول عليه السلام قال إنّما العلم بالتعلّم..الطريق طويل نوعا ما و لكنّه ممتع حتّي بدموعه عندما لا نفهم لِم لم نصل..اليوتوب مليئ بجلسات الإسترخاء التي تعينك بخطى أسرع ..و هناك علماء طاقة و اخصّائيين في علم النفس و التنمية الذاتية لهم فضل كبير علينا..و يجب أن تعرف بأنّ فيهم الممتاز و المتوسط و دون ذلك فاستفت قلبك و عقلك في الإختيار..و أنا متأكدة من أنك ستحسن الإختيار..فكتاباتك توحي بأنك شخص عاقل و ذكيّ..و تذكّر بانّ لولا الفشل لما ذقنا طعم النجاح ..و الحياة لعبة لمن أتقن قوانينها ..أجل للحياة قوانين ..لا تطلّق الدنيا ..و تعتزل فالدنيا تستحق بأن تعاش..و لقد وعد الله من يفهم قوانينها بأن يدخله جنّتها قبل جنّة الآخرة..و لن تسعد بالعزلة ..بل اخرج إلى الحياة و اسأل الله و نَمّ ثقتك به و إذا سقطت فانهض و إذا أخطأت فصحّح و إذا فشلت فقل أين الخلل.إلى أن تصل..الدنيا حلوة خضرة كما قال محمد عليه السلام و هي حقل تجارب فامش مع التيار و لا تمش ضدّه أي لا تقام فكلّ ما تقاومه يزداد و ينتشر من نفس النوع.. و تقبّل كلّ يوم كما يجيئ و ارتقي بنفسك شيئا فشيئا دون الضغط عليها أو تأنيبها أو جلدها تعامل معها كما تتعامل مع شخص عزيز عليك تحبّه بلا حدود و لا قيود و لا شروط و مع ذلك تمسك بيده لترتقي به عبر سلّم الوعي..و ستدهشك النتائج..استعن بالله و هو سيريك الطريق الصحيح..و كن أذكى من الشيطان و قل له أعوذ بالله منك فأنت مصدر الحزن و الضيق و الإحباط..و اعط لنفسك الحق أن تكون إيجابيا أحيانا و سلبيا متى أحسست بذلك ..فأن تضغط على نفسك لكي تكون إيجابيا على الدوام فأنت تحكم عليهابالدمار و الإحباط ..إنّك لا تزال في وسط الطريق فارحم نفسك..و كُن واعيا بأنّ الملائكة لا توجد في الميناء الذي قرّرت أن ترسو عليه فقط الملائكة مهمّتها أن ترشدك و تعينك لتتعرّف على نفسك و على خالقك في وسط الحياة و ليس على حافّتها..و لذلك سخّرها الله لك لأنّه يحبّك..إقرأ عن سلّم الوعي و ستعرف في أيّ مرحلة أنت..و كلّنا يمرّ بهذه المراحل..فمنّا من يتعب و يقرّر الإعتزال ثم ّيعود للبحث عن الحقيقة..و هناك للأسف من يعتزل و لا يعود عوض أن يرتقي لدرج أعلى ..و يخسر الكثير..فخذ قسطا من الراحة و لكن عُدْ..ففي عودتك فلاحك..وفقك الله
1

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا