عزيزي النجاح. .. أخمن أو أكاد أن أجزم أن لحظة الأستسلام ورفع الراية البيضاء من غير اي قيد أو شرط ضد معركتي في الحياة باتت وشيكة لاتفصلني عنها سوى أرهاصات مقاومة جبانة وشعارات لم أعد أؤمن بها .. ليس لأني أنسان مسلوب الأرادة أو لا أملك معنى للحياة .. بل لأن النفق الذي أسير فيه إكتشفت بعد التجربة أنه لاينتهي بالنور فهو أشبة بأن يكون دائري الشكل متصلة نهايتة مع بدايتة .. ومعامل الأدرينالين التي كانت تضخ الحماسة في عروقي هي أيضاً تعطبت كلها وقد وأحرقت نفسها بنفسها لأنها لاتحتوي على صمان أمان يحميها ساعة قبل الأنفجار .. ولا أنسى أن أذكر أن معنى السعادة في عقلي قد تشابك وأختلط لحد أن معالمة تشوهت وأصبح يؤلمني سماعه .
أتوسل أليك بأن تصدقني .. فلم تأتي هذة الأفكار الرجعية من فراغ .. قبل هذا الأستسلام أجتهدت بأن أتخم عقلي بكل مشاعر الإيجابية وأثقلت صدري بكل الأفكار العصامية وأخذت نفسي لأبعد ماتطيق حتى إني أطلقت العنان لمخيلتي لأحتفل بالنجاح قبل أن ألتقي به ولازلت أتذكر طعم نشوته على قلبي .
وها أنا اليوم وبعد صراع أقل مايمكن وصفه بأنه متقع بالمرارة تطاردني أشباح عقارب الساعة لتصدميني بحقيقة أني لم أفعل أي شئ ذو قيمة وبنسبة مؤية تقترب من ١٠٠٪ بأعشار أني لن أفعل ماعشت .
لازلت أذكر هذا التاريخ من بين كل التواريخ القليلة التي تحتفظ بها ذاكرتي الأول من شهر كانون الثاني 2013 اليوم الذي يحتفل به كل العالم كواحدة من أجمل اللحظات التي تمر في حياتهم وليختتموا سنة لاتخلو من الأنجاز أو الأرتقاء بأي صعيد من الحياة .. لكني أخذت على عاتقي أن أحتفل على طريقتي التي حسبتها بأنها ثورية وقررت أن أعتزل عالم الهروب من الواقع واللامبالاة واللامصير واللامستقبل حتى أني أستأجرت محرابي الخاص الذي لايرتبط بوسائل الراحة أي أرتباط .. وماذا أفعل بها فهو محراب لأحلامي وطموحاتي التي سوف تشبعيني حين أشعر بالجوع وتدفئني حين أشعر بالبرد وتغازل مشاعري حين أشعر بالووووحدة .. محراب أو بيت أنثر فيه على الأرض أحلامي وأعلّق على جدرانه أمنياتي وأصلب فيه أميال الساعة الثلاثة معاً حتى تكف عن مضايقتي عندما أغرق راسماً مستقبلاً لأفكاري .. حتى أني هجرت أكثر أصدقاءي الذين كنت أستمتع معهم بالهرب من جنون الحياة .. كل هذا لأجلك ياطموحاتي وأحلامي العصامية .. أتصدق إني فكرت وقررت أن أعتزل مسيرتي المهنية كموظف يعمل تحت شبكة عنكبوتية من المدراء لأحضى بأكبر وقت ممكن معتكفاً في محرابي أخطط لأحلامي ومستقبلي الذي رسمته باللون الوردي .. لكن رفض مديري لطلب الأستقالة أنقذ ولم ينقذ حياتي !!!
عزيزي النجاح .. أحدثك عن ثلاث سنوات من عمري أحترفت فيها ممارسة طقوس الأيجابية على أختلاف أشكالها حتى أني أكتشفت مهارات جديدة تساعدني في إعادة الرونق للأشياء رغم تهالكها كي أعيد أكتشافها بنفسي والأحساس بها على طريقتي .. ثلاث سنوات أصحوا فيهم على صدى صوت أنفاسي فمحرابي مقدس لم إشاركة مع أهوائي .. وكم كثيرة هي الأشهر والأسابيع والأيام ولا أبالغ أن قلت الساعات الي قضيتها أتخاصم وأتصالح بها مع نفسي .. أعاقب أنجرافها مع تيارات الحياة المتهالكة التي تملئ بها نفوس أناس يعيشون حولي بكل راحة وإنبساط وأنا أعيش بينهم معذب وغريب حتى عن نفسي التي أرهقها الأختلاف عن البقية .. كي يجئ بعد كل عقاب مكافئة لماأحتفظت به نفسي من قيم ترقى لأن تكون جميلة وصمودي ضد الأنجراف بالذوق الأنساني وطرق عيش الحياة بدون سبب أو هدف........
عزيزي الفشل .. أهنئك من كل ثنايا قلبي الممزق .. فمفعول خلطة الأفيون التي لوثت بها حياتي قد تجاوزت ما خططت له من إنتصارات ضدي .. وخطوط دفاعاتي جميعها كخط دفاع الأمل وخط دفاع الأرادة كلها هزمت وسحقت ودمرت وإعدمت كل أسراها وأستحالت حياتي كلها الى معركة خاسرة ليس فيها شوط ثاني .. حتى رايتي البيضاء أخذتها رياحك بعيداً فتصور منظري "جسد يعيش ليموت" .
من أتعس ما تفعل ياقائد حياتي الجديد "السيد فشل" إنك عندما تدخل حياة شخص لاتنسى سرقة كل شي وأي شئ لتترك خلفك ألا شئ ولا تختفي بعدها مثل اللصوص بل تجلس في عتبة الباب تراقب تنتظر طويلاً تخشى تسلل أي شئ فيه أمل لأيامي لتهدية رشفة من سحر خلطتك التي تستحيل كل الألوان سواداً وكل المشاعر تراباً .
أصدقاءي (النجاح والفشل) سأعتزل صداقتكما ولي عودة أو قد لاتكون .. وسألغي رحلة البحث عن الكمال وأعود أدراجي لأعييد ترتيب أوراقي أو لأحرقها أصلاً .. وفي ظل زحمة المشاعر التي تحتشد في قلبي والأفكار التي تتفجر في عقلي .. أكتشفت ميناء جديد سأرسوا عليه لفترة وستبقى عيوني تراقبه أن عصفت بأشرعة سفينتي رياح جديدة .. سأمضي فيه معظم وقتي وأسخر مشاعري للتفاعل مع الملائكة التي تزدحم فيه .. أعرف إنه قد يكون أفيون يخدر أحساسي بما يحصل حولي في الحياة .. لكنه أفيون من نوع جديد تأثيره الرقي وعزف لحن الأنسانية وسأدمن عليه وسأدمن عليه .. شكراً لمن أعطاني هذة الفرصة كي أبوح بصراعاتي مع النجاح مع الفشل مع الحياة .
ALMUSTQEEL4EVER
التعليقات
مقال مؤثر و خاطره حقيقه لمشاعر اغلب الناس الذين يعيشون على امواج الحياة ,,,,(حتى عن نفسي التي أرهقها الأختلاف عن البقية .. كي يجئ بعد كل عقاب مكافئة لماأحتفظت به نفسي من قيم ترقى لأن تكون جميلة وصمودي ضد الأنجراف بالذوق الأنساني وطرق عيش الحياة بدون سبب أو هدف........) لا تترك اختلافك ابدآ واعرف لهذا اختلاف له ثمن
....بالتوفيييق :)