الحرب القادمة
لا تحدثونا عن التكنولوجيا والحضارة
نشر في 06 أبريل 2022 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
الذين لا يكفون عن النباح بأن حربنا القادمة ليست حرب أسلحة ودبابات وطيارات، بل حرب تكنولوجيا وحضارة؛ أقول لهم، صدعتونا وأوجعتكم رؤوسنا.
فلو كانت الحرب القادمة حرب أسلحة، فلا أكثر من الأسلحة لدى أنظمتنا العربية؛ تستخدمها في القمع والتنكيل بشعوبها؛ فلعلها تستخدمها يوماً ما ضد عدونا الحقيقي.
أما وإن كانت الحرب القادمة، كما تقولون، حرباً سلاحها التكنولوجيا والحضارة، فَخِبنا وخَسِرنا واللهِ.
فعدونا يسبقنا بآلاف السنين، ونحن مازلنا محلّك سر، كالأرنب الذي نام في وسط السباق استهتاراً بالسلحفاة، فسبقته السلحفاة، وما يزال نائماً حتى الآن. نبني السجون ( فخر الصناعة العربية ) بدلاً من المدارس ومراكز البحث العلمي؛ ونبني الكباري والأنفاق والأبراج والمساجد والكنائس والملاهي الليلية والصباحية والقصور الرئاسية.. ونسينا أن نبني الأهم من كل ذلك، نسينا أن نبني الإنسان.
فلا تحدثونا عن التكنولوجيا والحضارة وتلك الحرب الخاسرة يا سادة؛ وحدثونا عن آخر تريندات الفيسبوك و تيك توك.
.
أكتوبر 2019
-
خالد سليمشاعر وكاتب مصري