بيت فؤاد ٢٦ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

بيت فؤاد ٢٦

مكاني لم يعد هنا .. قلبك الذي كان جنتي أصبح جحيم حياتي .. لهذا .. فإنني سأنسى حبك .. أعدك بذلك .. لكنني لن أنساك !!

  نشر في 26 شتنبر 2018 .

لا شيء ينتهي من تلقاء نفسه، مشكلتلك إن لم تواجها وتعاركها وتنتصر عليها لن تحل بمجرد أن تضعها بملف النسيان أو أن تتغاضى عنها. كذلك الحب .. لا ينتهي من تلقاء نفسه لكنه في كثير من الأحيان يبدو متلاشياً وهمياً أكثر  وأقرب منه للواقع. الفراق مؤلم جداً كأنك تقف مواجهاً لأعظم مشكلة في حياتك .. لكن عليك أن تنتصر على اشتياقك عندما يكون حبك مؤلماً لك، عندما يكون غير مناسب لك ..

أنا لا أقول انسحاب، الانسحاب للجبناء، لكن البكاء ليس كذلك، خذ وقتك في التفكير في البكاء لكن لا تستعد الماضي ولا تحاول ترميم قلبك، اصنع قلباً جديداً، كن وفياً لذكرياتك الجميلة وتذكر أن حكمة الحياة في أن لا شيء باق. حتى هذا الألم الذي يمزق جدران قلبك الآن، ورغبتك في أن تفعل أي شيء لتنسحب من النهاية .. 

سأقول لك مهلاً .. توقف لحظة، أنت لست ضحية للفراق، فالمحب لا يمكن أن يكون يوماً ضحية، أنت أحببت ووهبت قلبك أجمل شعور قد يحمله على الإطلاق، لكن عليك أن تنطلق من جديد، لقد أغلق ذلك الباب على نهاية قديمة، وهناك بداية جديدة، بل بدايات .. ستحب وتفارق .. تحب وتفارق .. وقد لا تحب من جديد، لكنك قد لا تفارق!

كانت تجلس أمامي على الأريكة في منزلنا الذي غطاه الغبار، كان من الصعب جداً أن أجد لها مبرراً على ما فعلته، وفي نفس الوقت لم أكن قادراً على الرحيل عنها ولا على الغفران، بدأت أحكي وأحكي .. وهي تنظر فقط بين يديها وتستمع إلي .. 

كنت من البداية أشعر بأنها اختلقت موتها، قلبي الذي كان يقول لي دوماً بأنها ما تزال على قيد الحياة .. لماذا عادت يا ترى .. ولماذا جئت إليها مسرعاً كالأبله. . 

تباً للماضي . . تباً لي .. تباً للحب، جئت أضمك فقط، أعزيك على فقدانك، لا أدري إن جئت أسألك لماذا .. لأنني لم أعد أكترث بالإجابات .. قلت لها والألم يعتصرني .. 

تباً للحب .. وتباً لنا .. الحب .. أهذا هو الحب، أهذه هي اللعنة التي قصيت حياتي أجمع بذور شتلتها .. 

أنا لا أذم الحب يا هذه، بل أقول بأن لكل شيء نهاية، أنا أضع الآن أمامك كل أوراقي، أسلمك مفاتيح الرحيل، وأذهب بعيداً، أترك معك جزءاً من قلبي وتاريخي الذي كنت أنت أهم جزء فيه، أقول لك يا هذه وأنا مقتنع بهذه الكلمات، أنا نادم على أنني لم أختر هذا الرحيل طوعاً، وأنني خنتك مع كل شيء، مع الوقت، الذكريات، الأحاديث، مع النساء .. حتى مع ذاتي لطالما خنتك .. 

لكن قصاص الخيانة لم يكن يوماً بهذه القسوة، والقصاص يقع على الخائن وليس على من يخان. إليك ما تودين سماعه ولست أطلب منك السماح، فامرأة مثلك لا تغفر .. لا تغفري يا هذه فلم يعد مهماً من خان منا ومن غفر ومن لم يفعل. المهم أنني عندما أغادر هذه الجدران لا أريد لظل شبحك أن يرافقني أينما رحلت، لن أبدأ من جديد .. فأنت البداية وأنت النهاية وكل ما بينهما مجرد حروف وفواصل .. 

استمتعي بنهاية رجل شجاع، رجل أحبك بصدق لكنك أردت صدقاً مزيفاً والصدق لا يأتي إلا بشكل واحد، قد يكون أحياناً قاسياً .. مريباً، غريباً .. لكنه يبقى صدق يا "سعاد"، الصدق الذي لم ألمحه واقرأه كما وجدته عند "فؤاد" .. 

بالمناسبة يا "سعاد"، لقد كنت أعلم أن خبر انتحارك كان مزيفاً، وأنك خلقت كل هذه الدراما حتى ترحلي وتتركي لي ندبة في القلب، لكنني اذكى بكثير مما اعتقدت .. على كل حال أنا الآن سأغادر وأنا مقتنع تماماً بأنك انتحرت، بأنك لم تعودي موجودة .. وما نفع إن كنت كذلك أم لا .. 

صرخت بي بصوت مرتفع جداً وأنا على وشك أن أفتح الباب، ثم ارتمت علي وراحت تشد قميصي بكلتا يديها حتى تمزق القميص بين يديها وتباعدنا وسقطت هي على الأرض وما تزال قطع القميص بين راحتي كفيها تشد عليهما. "سعاد" تبكي دوماً حتى على أتفه الأسباب، لكنها هذه المرة لم تكن تبكي، كان الدمع في عينيها واضحاً وهي تصرخ بي كالمجنونة بألا أرحل .. 

"لا ترحل يا مروان. . أنا لا أستطيع العيش من دونك، لقد عدت إليك،إنني الآن لك ومعك فإلى أين سترحل". . 

قلبي كان يعتصر ألماً بين قرار اتخذته ومحاولات منها كانت تجبرني على التوقف ولكن ليس على الوقوف .. 

" أنا لم أخنك يوماً يا مروان، فؤاد كان ملاكي الحارس، لقد شعرت بأنه الابن الذي لم أنجبه، وهو كان يراني الأم التي تخلت عنه وخذلته.. فؤاد خانك عندما لم يخبرك بأنني مازلت على قيد الحياة لكنه أراد أن يحميني.. مروان أنا أحبك كثيراً، لكن كل ما جرى كان خارجاً عن سيطرتي، لقد كنت تحطمني .. تهمشني، وذات وقت كنت حقاً تقتلني..". 

أنا آسف يا "سعاد" لكن الأوان قد فات، لقد اكتشفنا كل شيء في وقت متأخر بعد أن فقدنا المعنى الأساسي.. هل يا ترى سيكون الخبر مفرحاً لنا إن قالوا بأنهم وجدوا علاجاً للسرطان بعد أن فقدنا "فؤاد" .. سوف يكون فيه أمل .. لكنه لن يعيد الحياة إلى قلوبنا .. وداعاً يا سعاد .. أتمنى لك حياة أفضل من التي أمضيتها برفقتي، سأكون دوماً بجانبك وسوف أدعمك .. سوف أنسى حبك يا "سعاد"، سوف أفعل حقاً لكنني لن أنساك .. 

"إلى أين ستذهب؟"..

"سأعود إلى بيت فؤاد .. " .. 




   نشر في 26 شتنبر 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا