أبكيك وسط فرحتهم ... وما اعتقدت يوما أني سأرتدي الأبيض لغيرك ...أجلس بينهم و دموعي لا تتوقف، يظنوني أبكي بيتا أغادره و أنا أبكي وطنا سأُهَجَر منه ... فكيف استطعت أن تُسَلِمني له ... كيف و أنت الذي كنت تعدني عشقا ألا أكون إلا لك و ألا أرى العالم إلا من خلالك ...
أقلب صورنا معا في الهاتف ... أتضرع للأقدار، أدعو الله، و أسأله بحق أي عمل تقبله مني أن يتوقف هذا ... أن يكون كل هذا مجرد حلم سيء، كابوسا سأستيقظ منه ... و مع ذلك لا شيء يحدث ...
أرسلت لك الليلة التي قبلها، أتوسلك "ألا يؤلمك أن أكون لغيرك" ... فلم تجيبني ... بكيت و مازلت أبكي ... أكان الحب أكبر منا يومها أو أكبر منك؟
تعاودني تلك الذكرى، يوم جئتني ضاحكا ... تقص لي حكاية سوارٍ ابتعته لي في يوم كهذا، يحمل معه نبوءة النهاية ... تخبرني أن من باعتك إياه قالت: " لا تعطِه لها فهي ليست لك" ... حزنت أنا و ابتسمت أنت "شعوذات لا طائل منها" أعقبتَ ... صدقت هي و كذبت أنت و سقط الحب منا على عتبة القدر ...
يطلبون مني أن أقف لأدخل تلك القاعة، أن أخطو إلى ذلك الجحيم ... الجو جنائزي و عاجزة أنا على التحرك، كل من لا أريده بجانبي، و أنت من أريدك غائب عني ... فحبًا بٍحُبنا ...
و ها هي شاشة هاتفي تضيء باسمك أخيرا و اعتقدتك عدت إلي لتنتشلني من جحيمي ... يأتيني صوتك من الطرف الآخر "حبيبتي أتمنى لك كل السعادة" ... لأدخل في نوبة بكاء لا يعلم أحد سببها، لا أسمع أيا مما تقول، و أنا أترجاك أن لا تفعل هذا بي ... هكذا أرَدت نهايتها و تكفل القدر بحياكتها لك على مقاس حبك ...
أهديك في يوم لقائنا آخر ذكرى بيننا، فلا أغلى من الذكريات لِتُهدى ... سمعت أنك تتقصى عن سعادتي ... أنا بخير الآن، جحيمك غيرك زرعتُه وردا و أصبح جنة لا غنى لي عنها ... فلأجل كل ما كان بيننا دعني أنسى ...
-
شــــــــروقأحب الكتابة بالإضافة للكثير من الأشياء، أحبها فقط و لا أحترفها ... أكتب لأكون أنا ... أحلم بوطن و الوطن غائب غير موجود ... ...
التعليقات
من أجمل ما قرأت :)
أمّا إن كان يعتبرها فقط زهرة من بين زهور بستانه فيستطيع أن يتخلى عنها بسهولة.
أحيانا يكون الرجل صادقا في حبه و المرأة أيضا و يعتقدا أنّ الخير في اجتماعهما ،و لكن الله بعلمه يرى غير ذلك..ففي الإستسلام لتدبير الله راحة نفسية عجيبة...