حينما تسحرك واحة الغروب
مسلسل واحة الغروب
نشر في 11 يونيو 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
العمل المصري المشغول بعناية فائقة، يتميز هذا العام ليثبت أنه يمتلك مفاتيح النجاح والتألق، أتابعه بكل شغف، لأنه من الأعمال التي تستحق أن يضاء عليها كل الضوء وتقول لك أنا الأجمل.
العمل مأخوذ عن رواية واحة الغروب للكاتب الكبير بهاء طاهر حيث يتناول فيها واقع مصر إبان الاحتلال البريطاني في نهاية القرن التاسع عشر، ليكون بطل الرواية الضابط محمود عبد الظاهر الذي يعاقب بسبب تأييده لثورة أحمد عرابي تلك الأثناء وينفى إلى واحة سيوة لتبدأ رحلة المغامرة فيما بعد مع زوجته الإيرلندية لاكتشاف حياة السيويين وحضارتهم الفخمة باختلافها.
العمل نخبوي جداً وعميق بكل تفاصيله، صادق في الطرح وجريء، يخاطب العقل العربي بمنتهى الرقي والإقناع بعيداً عن الابتذال والتكلف وتغيير الوقائع والأحداث.
النص ساحر بكل ما تعنيه الكلمة، أنجز بشكل تجاوز النجاح بأشواط، ليشكل بيئةً ملائمةً للإبداع لمخرجة العمل كاملة أبو ذكري، التي أخرجت لوحةً بصريةً في غاية الروعة وبقالب سينمائي بهي، تفوقت بتكوين الكوادر والصورة النهائية للعمل، ولعبت دوراً مهماً في إنتاج تمثيل محترف.
خالد النبوي بطل المسلسل يصر أن يرينا في كل مشهد البراعة في التمثيل والجمال في الأداء، فكل مشهد نرى شيئاً مختلفاً عما سبقه من المشاهد، ليثبت قدرته على إظهار ملامح وجهه مختلفة في كل مشهد.
نفسه الوطني المصري فرزه بشكل ممتاز وكل من يشاهد العمل يستنشق هذا النفس.
أما ما تفعله النجمة منة شلبي في العمل فهو تعريف للنجومية بالأداء، أتقنت اللغة حيث أظهرت الصعوبة بلفظ الحروف العربية كمواطنة إيرلندية، أضافت إلى الشخصية تفاصيلاً مذهلة، لتخبرك على أننا - كمشاهدين - على موعد مع جرعة آتية من الإتقان.
أظن أن هذا العمل سيكون هو العمل العربي الأفضل هذا العام إن أصابت ذائقة المشاهد العربي.
بقلم: عبد الهادي الركب
-
Abdulhadi Al_Rakepمن الشآم التي عبثاً تحاول مهازل الحياة أن تبعدنا عنها