كنت أجلس أنا وأصدقائي ذات ليلة فأخبرتهم أن زفاف أخي بعد أسبوعين من الآن ، ودعوتهم كلهم للحفل

-"وأنت يا واد يا هادي لازم تحضر كونك بقى مش بتحضر أفراح ومش بتحبها ده شئ ميخصنيش لو محضرتش هزعل منك بجد"

= " يا عم أنا حضرت فرح أخويا بالعافية أصلا ونص الفرح كنت واقف بره القاعة أصلًا وسايب الفرح"

-"يا أخي بلاش كآبة بقى وأفرح شوية"

= "خلاص جاي بس غالبًا برضة هتلاقيني نص الفرح قاعدلكم بره القاعة"

-" اهو اسمك حضرت"

.....

انتهى لقاؤنا وبعدها وصلت غرفتي أو عالمي الخاص الذي أهرب إليه ويحتويني ، بدلت ملابسي وأغلقت الأنوار ثم قمت بتشغيل الأغاني لأهرب في عالمي الخاص.

للأندرجرواند مفعوله السحري، مفعول يفوق المخدرات بكل صدق.

تركت الهاتف يعمل تلقائيًا ، لتبدأ "البلاي ليست" ب:

"أنا بعتذرلك عن سكوتي، وقت ما تحبي الكلام وان عندي شيروفوبيا ونقص حاد في الاهتمام واني دخلتك معادلة ليها اكتر من نهاية واني محتاجك بعيدة، بس محتاجلك معايا"

....

بعد أن انتهت الأغنية جذب مسامعي "شيروفوبيا" ، ما هي الشيروفوبيا؟! ، ولفضولي الدائم الذي يقذف بي في المهالك أحيانًا أمسكت بجوالي لأبحث عن المصطلح ومعناه.

"شيروفوبيا" تعني "رهاب السعادة" ، أشخاص يخافون السعادة ، يخشوا الفرح

بالتأكيد قد قابلت ذلك الشخص الذي إذا ضحك لمدة طويلة يجب أن يتبع ضحكاته بجملة "خير اللهم اجعله خير"

وحين تعمقت في القراءة عن الشيروفوبيا وجدت أن من أعراضها :

1-العزلة :

حيث لا يحب الذهاب للمناسبات الاجتماعية أو الأفراح أو الرحلات ويكون قليل الكلام

2-رفض العلاقات العاطفية:

يظن دائمًا أن العلاقات العاطفية ستكون ذات نهاية فاشلة أو لن يتم تكليلها بالزواج وسيصابوا بصدمة عاطفية شديدة

3-التشاؤم الدائم

......

بعد قراءة الأعراض وضعت يدي على صدري أصابني ريأكشن الفنان كريم عبدالعزيز في فيلم في محطة مصر

" يعني الواد هادي عنده شيروفوبيا"

وتذكرت حديث بيني وبينه منذ أسبوع تقريبًا حين أخبرني بأنه معجب بفتاة معنا في الكلية وهي أيضًا تعامله بلطف ولكنه لا يريد أخذ أي خطوة جادة

-"يا عم مش هي كويسة ولطيفة معاك حاول تقرب منها ولو لقيت شخصيتها مناسباك كلم أهلها"

= " أيوه وبعدين بقى نزهق من بعض بعد ما تعلقت بيها واكتئب أكتر ما أنا مكتئب أو يجي ليها عريس جاهز مينفعش ترفضه وأهلها يضغطوا عليها وتسبني برضه:

-" يا جدع مش كده ما فيه 100 الف قصة كملوا واتجوزوا وعندهم ولاد وولادهم هيتجوزوا كمان يخربيت التشاؤم الي أنت فيه"

....

ستجد الأشخاص المصابون بالشيروفوبيا مصابون بحالة عم ضياء

"افرح ليه ما كله رايح"

ويرجع هذا لأسباب عديدة منها تعرض لصدمة نفسية ، أو إن هذا الشخص انطوائي ، أو يبحث عن الكمال ومن وجهة نظره أسباب السعادة مثل الرحلات والأفراح ليس لها هدف أو معنى

والعلاج لا مفر من معالج نفسي

والبحث عن السعادة فالسعادة دائمًا اختيار ، ولكنها الاختيار الأصعب ، فالعيش في حالة المظلوم والمكتئب حالة مريحة ويفضلها العقل دائمًا.

"إذا أعجبك المقال لا تبخل بالشير"