نفحات من العصر الجاهلي الإلكتروني(الجزء الأول) : - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

نفحات من العصر الجاهلي الإلكتروني(الجزء الأول) :

  نشر في 15 أبريل 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

عبر التاريخ هناك أكثر من عصور، كان فيها الإنسان فاقدا لوعيه، لهويته، جاهلا بما سينتظره، لا يعلم من يسيّره و من يحكمه، من هو ربه...في العصر الأول لم يكن يفقه سوى الصيد و يبحث عن قوت يومه، هكذا قيل لنا... و لو أنّه في الحقيقة خلق بصيرا.

و يأتي بعده عصور كثيرة.

هنالك عصر جاهلي قبل الإسلام، كان منذ 14 قرنا

ثم جاء بعده عصر اليقين و بناء الروح و العقول( الحديث اليوم ليس عن هذا العصر)

هناك عصور الظلام و الحروب الصليبية.. و الحروب البشرية. أصبح فيه الإنسان عدو نفسه.

هناك عصر الاحتلال و الاستعباد، خلفها الاستعمار و ما تزال باقية مثل القنابل المدسوسة في التراب، تفجّر العقول و الأرواح و تشتت الأجساد و الأفكار و الألفة بين الناس، حتى لا تبقى وحدة... تجمع بين من يريدون خيرا للبلاد.

ثم يأتي العصر الجاهلي الإلكتروني...

هذا العصر أشدّ فتكا من العصور الجاهلية الأولى...

لماذا هو أشدّ فتكا؟ ، لأنه لم يمر عصر في حياة الإنسان إلاّ حين حكم فرعون و عَبدَهُ النّاس عن جهل قبل مجيئ الإسلام... ( و فيه سنفصّل) و للعصر الجاهلي الجديد حصل نفس الشيء، أصبح الناس يعبدون و يقدسون الأشخاص، و يكادون يطلبون صكوك الغفران...

هذا العصر الجاهلي الإلكتروني، سيصبح فيه الصديق عدوّا و الأخ عدوّا و كل ذي قربى عدوّا و كل واحد يصدح بأنه يعرف قوانين الكون و يعرف الحقّ و يحارب الباطل...

التاريخ سيشهد في يوم ما أو في إحدى العصور التي ستأتي أنّ الدماء التي تسيل أو ستحقن هي من تدابير فراعنة القرن الواحد و عشرون، عشرون فرعون أو أكثر، يرقصون و يدسّون المقت و الكراهية في نفوس البشر و هم يقهقهون، يخادعون و نظنهم هم المصلحون و لكن هكذا يحسب بعض البشر أنّهم مبشرين بالجنة، و لكنهم كانوا زبانية في الأرض لم يرحموا لا بشر و لا حجر و لا شجر...

عصر جاهلي انتشر فيه الذباب و البعوض و الجراذ، و عناكب تصطاد الجهلة و لكنهم صم بكم عمي لا يفقهون..

هذا العصر من نجى منه فهو ناج كريم، نبيل، عاقل، أمين، حكيم، سأل الله فيه العافية عند الفتن ; و من ضاع فيه، فلن يخرج منه سوى اذا أصلح عقله و قرأ تاريخ الإنسانية و خاض حديثه مع أناس يفقهون الدين و العلم و سياسة اليقين و دستورا واحدا فقط الذي يقول الحق رغم كل شيء حتى يلقى الله، فيحاسب بعدله و لا عادل إلاّ الله.

لديّ الكثير لأقوله و أتمنى أن يجعل الله من كلماتي نورا تهتدي بعض الناس التي ضلّت السبيل عن حسن نية.. أو سوء... الله اعلم بفهمها و اسأل الله أن ينير قلوبها و عقولها، و أن لا تتوه في نظام عالمي جديد يفتح فاهه و يده ليقبض بقبضة شديدة لن يفلت منها سوى الرشيد، سوى من يعرف قواعد اللعبة، لأنّ اللعبة ما تزال مستمرة و لا تلعب في رقعة جغرافية واحدة بل أصبحنا كلنا بيادق و هنالك من يتنافس ليصبح فارسا، و هنالك الحصين المتين و هنالك مهرّج يريد أن يتسلّق نور الحق فيسقط في الظلام...

حين تريد أن تفهم ماذا يحدث في الوطن، عليك أن تفهم أولا ماذا يحدث في العالم... لأن الكثير يحسب أنّ العدو داخل الوطن أو أمام الوطن يريد أن يحتلّ الوطن من جديد... امّا عدونا الحقيقي هو أكثر خداعا أكثر جرؤة أن يمشي أمام الجميع و لا يراه أحد، سوى من أنار الله دربه و سهّل فهمه و بنى نفسه بحق اقرأ بإسم ربّك الذي خلق..

راق لي هذا الكلام و لا يعلم هل صحيح كلامه أو خاطئ سوى الله... و لكنه يشرح الصدر أنّني لست وحدي في الطريق

(لكل عصر عبيده)

عندما أقرأ تواتر تلك الحجة "المفحمة" التي يتباهى بها البعض كالطاووس، للدلالة على عمق بصيرتهم وقوة حجتهم، أتذكر حوار الطاغية النمرود مع إبراهيم عليه السلام، الحوار الذي تخلده الآية الكريمة 258 من سورة البقرة " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ".

كانت حجة النمرود الدالة على قوته، أنه يحيي ويميت، أي يحيي من يتركه حيا ويميت من قرر أن يموت، أما أصحابنا، فحجتهم على عظمة السلطة النوفمبرية الراهنة، ذلك الرفق والسمو، والرحمة بالعباد، بما يجعلهم أهلا لحكم الجزائر دون سواهم، أنهم "قرروا عدم قتل المواطنين"، أي أنهم يحيون العباد، بالمفهوم النمرودي، ولا حولة ولا قوة إلا بالله، حقا لكل عصر نمروده ولكل عهد عبيده.)

منقول " رشيد زياني شريف"

من لم يعجبه كلامي فلا يترحم عليّ حين أموت. فأنا أطلب الرحمة من الرحيم فقط و لا أعيش عيشة اللئيم و أنتظر خاتمتي أن أموت على حق و بقلب سليم ، لا ساجدا و لا شهيدا، لأنّ الحق هو الذي يخرج الإنسان من عبادة البشر إلى عبادة رب البشر و لا يخاف لومة لائم. 🤨

اذهبي عني أيتها الذبابة اللعينة ، أو موتي بغيضك، لأنني سأبيدكم جميعا...

يتبع 25/12/2019



   نشر في 15 أبريل 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا