هل تربية الابناء مسئولية فردية ام جماعية؟
شهدنا في الاونة الاخيرة الكثير من الناس يتسابقون وراء الشهرة دون التمييز بين الشهرة والتشهّير.
فبدلًا من تقديم محتوى هادف وسامي يهدف الى توعية الناس أو الرقي بالمجتمع يتم نشر أمور مخزية خالية من الاخلاق والقيم السامية.
ان هذا الشخص المتلهف على أضواء الشهرة لا تهمه نظرة المجتمع ولا تأثير محتواه على صغار السن فكل ما يراه هو نفسه وسط أضواء لامعة بين حشد من الجمهور المطبل.
فنجد البعض بهدف الوصول الى غايتهم الا وهي الشهرة يشهّرون بانفسهم سواء عن قصد أو من غير قصد.
فاذا كان هذا الشخص لا تهمه صورته أمام الناس أو حتى سمعته فكيف نأتمنه على أولادنا وبناتنا!!
الابناء منذ صغر سنهم حتى سن المراهقه وقبل بلوغ سن الرشد تحكمهم مشاعرهم ويتأثرون بمن حولهم بشكل أسرع بكثير من الاشخاص البالغين.
ان مسئولية توجه وفكر الابناء هي مسئولية الآباء والمجتمع ولكنها تدار من قبل الأبوين، فأنت كأب مسئول أمام الله سبحان وتعالى عن تربيتك لاولادك وبناتك، وأنت من يجب أن يعلمهم ويوجههم الى طريق الصواب.
فلو افترضنا على سبيل المثال وجود شخص مشهور يشارك فكره مع متابعينه وهي الإلحاد وعدم إيمانه بوجود رب العباد الله سبحانه وتعالى، فأنت كشخص بالغ عاقل تستطيع أن توزن الامور وتفرق بين الصح والخطأ، بالطبع أول تصرف تقوم به هو عدم متابعتك لهذا الشخص، لكن لو كان ابنك المراهق من يتابعه وهو بسن قاسي وبداية تحديد الميول والتوجه الفكري فبرأيك ماذا سوف تكون ردة فعله؟ من المحتمل أن يؤمن بفكر هذا الشخص ويتبعه حتى يشعر بأنه قادر على اتخاذ قرارته بعيدًا كل البعد عن أبويه، والأعظم من ذلك هو إخفاء هذا المراهق لتوجهه الفكري خوفًا من عقوبة الوالدين.
ان دور الأبوين في متابعة أولادهم وتوجيههم الى الطريق الصحيح وتوعيتهم بالخطأ الذي يرتكبه البعض من هؤلاء المشاهير هو دور مهم قد يحدد مستقبل الأبناء أما بمستقبل زاهر مليء بالانجازات والنجاح أو مستقبل مظلم مليء بالندم والحسرات.