هلاوس - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هلاوس

  نشر في 26 يناير 2019 .

موارية خلف ذلك الجدار الفاصل... جاثية علي عقبيها.. ظلام دامس حل بارجاء الموضع.. قباب ضحلة متجاورة.. يدوي الي اذنها صوت خطاه..تتعالي دقات قلبها بخوف.. فارة اياها من ذلك الدهليز.. تصطدم اياها بذلك الشبح المخيف.. ..  يقترب منها حاملآ ذلك الحبل.. يلفه حول رقبتها باحكام.. تبدوا متدلية من ذلك الحبل المعلق من السقف المقبي الدهليز.. 

يلتف اياها الاطباء و الممرضات..  غرفة شاسعة في المصحة..بادية اياها ساكنة في موضعها.. كانت تهذي بعبارات نجاة من القتل.. تشير بيدها الي ذلك الموضع الفارغ و هي تهذي بوجود ظل سيقتلها.. 

هائجة اياها يدوي صراخها في كل موضع آمرآ الطبيب الممرضة بحقنها بحقنة مهدئة اياها تصرخ وتقوم حتي تهدأ في الحال.. 

يقترب منها اياه يبتسم ابتسامة آمنة.. 

حسنآ اعتقد ان اعصابك مسترخية الان لكي ان تتحدثي بكل شئ لعلي اساعدك.. 

تنظر اليه بخوف تشعر ان بداخل روحها عبئا اثقل كاهلها.. 

حسنآ ساسرد لك القصة منذ البداية...ليلة حالكة السواد.. كنت اسير بين البراري.. تائهة حزينة.. ضللت طريقي و بت بلا مآوي.. شريدة بين الطرقات و البراري.. ضاقت نفسي بقوة..  في تلك اللحظة رأيتها.. 

صبية بدر البدور في حسنها.. الان وجهها الجميل كانت تتدلي منه العبرات.. جاثية اسفل تلك الشجرة المورقة بثمار الليمون.. اقتربت منها اياها و مددت لها يداي.. التقطتها فكأنما تمسكها باحكام فاسقطتني آرضآ!  

بادلتها بالحوار: 

ما يبكيكي يا صبية؟  

انظري الي هذا الطريق المتجه الي اعماق البراري لقد ضل ابواي طريقهما اياي و بت فقيدة اياهم.. 

حسنآ سابحث لكي عنهم لا تبكي الان. يا صبية..  

ذهبت الي البراري و عين الصبية تبتسم ابتسامة مخيفة لمادركك مغزاها.. 

 دوي صوتي بين البراري 

هل من احد هنا؟..  

جائني صوت امرأة عجوز: 

تعالي  يا بنيتي  انا هنا..  

كان الصوت قادمآ من جهة كوخ صغير دقات الباب فاذن لي بالدخول: 

كيف حالك يا بنيتي 

بخير يا امي..

تبدين غريبة اليس كذلك؟  

هل مر من هنا امرأة و رجل ضالين؟..  

تقصدين هذه؟؟  

صدمتني اياها بذلك المنظر البشع.. اذالت وجهها لافاجئ بوجه امرأة مقتولة ملئ بالدماء...  

و منذ تلك اللحظة و تلك المرأة تظهر لي بين الحين و الاخر تحاول قتلي..

من كانت تلك الصبية اذن؟..  

لا ادري ربما شبح؟..  

هل تعرضتي لعنف اسري  في طفولتك؟.. 

والدي توفيآ في ظروف غامضة.. كان والدي يضربني بقوة بالخرطوم اما والدتي فكانت تعذبني بسياخ الحديد..لذلت اذكر تلك الليلة التي نشب فيها الخلاف بينهم.. اجل لقد قتل والدي والدتي ثم انتحر.. لذلت اذكر صراخ والدتي و هو يدوي في اذناي..   

الان عرفت من تلك الصبية...  










  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 26 يناير 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا