بسم الله الرحمن الرحيم
ذلك اليوم.. تلك الليلة الباردة، عندما شعَرَت بالضّيق والحزن.. أمسَكَت بهاتفها لتُرسل رسالةً قصيرةً إليه.. هي فقط أرادت أن تشعر بوجوده بقُربها.. ولكنها خشِيَت أن يشعر بالقلق عليها فكتَبَت إليه فقط تسأله عن حاله، ولكن لسوء الحظ نفدت بطارية هاتفه بمجرد أن قرأ رسالتها.. فلم يستطِع الرد عليها، لكنه -كما العادة- لم يتركها لمعاناة الانتظار، أسرَعَ بشحن هاتفه ليُراسلها، وهنا.. لم تتمالك نفسها وانفجرت باكية، بقِيَ يقرأ رسائلها المتتالية وهي تخبره بما يحزنُها، علِمَ أنها تبكي في ذلك الحين. إنها المرة الأولى التي يلاحظ فيها أحد بُكاءَها، رغم أنه لم يرَها ولم يستمع لصوتها، ولكن -كما العادة- فهو دائمًا يعلم إن كانت بخير أم لا من مجرد طريقة كتابتها للرسائل. ممتنة هي كثيرًا لوجوده في هذه الحياة. تعلم أنها تستطيع الاعتماد عليه. أيضًا هو يعلم عنها الكثير مما لا يعلمه شخصٌ آخر. ربما هو يعتبرها صديقة بمثابة أخت، وربما هي تعتبره أكثر من ذلك.. ولكن لا بأس طالما هو بجانبها.. فهذا يكفيها.