ذات يوم .. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ذات يوم ..

  نشر في 30 يناير 2018 .


ذَاتَ يَوم

سَألتْنتيْ أحِداهُنْ ..

يَا شَقّاءْ.. ! مَا الحُبْ ... ؟

وبتلك اللحظة لَبسنا ثِيَابْ الصَمتْ لِبضّعِ دَقَائْقْ بعّدَ ما كُنا عَارييّنْ منْ القيودْ ..

وبتلك اللحظه قُلتُ لهَا أتَسّمَعينْ ..!

قَالتْ مَاذا أسّمَع .. ! وكُلها إستغراب ..

كررتُ سؤالي مرةً أخرى وقُلتُ لَهاَ أتَسّمَعينْ .. ؟

قَالتْ لاَ لا أسّمَعُ شِيئاً .. !! وتعتلي إطرافها دهشةٌ وإستغراب ..

وعيناها إحتضنت الخوف من تكرار سؤالي ..

عندها قُلتُ لَهَا يا فتاة أنصِتِ جَيداً الأ تـَسّمَعينْ .. !

فأجابتني بِشِفَاةٍ تْكسُوهَا مَلَامِحُ العَضَبْ لاْءء  لا أسَمَعُ شّيَئاً ... !!!!!

حينها طلبتُ منها بلطفاً يا إيتها الفتاة أقتَربِي قَليلاً وأعطِنيْ يَدكِ ..

فأقتربت مني وجميعُ أطرافها ترتجف ..

وقُلتُ لها ضَعِي يدكِْ ها هُنا عَلىَ صَدريْ ..

فوضعت يديها وما زالت ترتجف والتناهيد تُنسل من شفتيها كـ نسّلِ الصوف .. !!

بتلك اللحظة قمت بسؤالها مَاذا تَسّمَعينْ الان .. ؟؟

فأجابتني ويدَاهَا تَرتَجِفُ خَوفاً أسّمَعُ صَوتَ دَقَاتِ قَلبِكَ .. !

نظرتُ إليها وقلت لها الان أستطيع أن اجيبكِ على سؤالك ..

وقُلتُ لَهاْ الحُبُ يا صَغيرَتيْ ..

لاَ وجُودَ للحُبْ ..

قَالتْ وكيفْ ذلك .. ؟ وتعتلي ملامحها كثيرٌ من الاستهجان وكثيرٌ الريبة ..

بتلك اللحضة قلت لها لا تجزعي مما قلت ..

سأخبركِ ما هو الحُبُ .. ؟

الحُب فيْ هذا الزمان اصَبحَ مُقترناً بتفَاصيلِ جسّد الأنثَى..

وكيفَيةِ مُداعَبتُها وكَيفَ تَكُونُ مُمارسّةُ الجِنسْ فِعلَ خَلاصاً وفِعلَ أنتِحَار ..

وبات العشق مجرد مراسلاتٍ وصورٌ وكذباً ينتهي بلقاءً تُنتهكُ بهِ أرحام الأبكار ..

وأصبحت الانثى مجرد آلةً لتفريغ الشهوات ..

إلى أن أصبحت الانثى ( طريقاً يُداس للوصول للملذات )

الحب يا صغيرتي أنقرضَ منْذ عدةَ قُرونْ ...

عندها قَالتْ صَدقتَ يا شّقَاء ولَكنْ أنا سألتُكَ عنْ الحُبْ .. !

ولم أسألكَ كَيفَ أصبح الحُبُ فيْ وقتِنا ..

صَمتُ قَليلاً ...

فأجبتها تريدين أن تعرفي معنى الحُب ..

إذن كوني صاغيةً لكل ما أقول ..

الحُبُ أنْ تختَار موتكَ بيدكْ ... !

عندها تملكها الاستغراب بنظرات من التعجب ..

وقَالتْ لي وكَيفْ ذلك ...

فأجبتها يا صغيرتي هُناكَ حباً يأخُذوكَ عَنانَ السّماء

وهُناكَ حُباً يُرغمُكِ علىَ البقَاء

وهُناكَ حُباً يجتثكِ الى طُرق الفَناء

وهُناكَ حُباً يوصُلكِ حدَ الأنتِشّاء

وهُناكَ حُباً يُنسيْكِ ماَ أسّمُكَ منْ الأسّمَاء

وهُناكَ حُباً يَجعَلُكِ كـ مثليْ شّقاء .. !

وهُناكَ حُباً ترضَخُ لهُ المشّاعر ولا تَسَطيع ان تَصِفَ ما أنتَ بهِ شاعرْ يطيرُ بكِ كـ الطَائر ..

وهُناكَ حُباً يَجَعلُ الشكَ يغتال تفكيرك ساهرً الليل حائر ..

وهناك حُباً يستبيحُ سعادتكَ ويلقي بكَ في جوف البكاء ..

وهُناك حُباً ينتهكُ حُرمة الرجولةَ ويجعلكَ كالنساء ..

وهناكَ حُباً  وحُباً وحُباً وحُباً وحُباً .......

ولكن ..

ليس هُناك حُباً كالحُب الذي جعلني هكذا شقاء ..

فأصابها رعشةً تخطف الدمع من عينيها ..

صَمتت لبضع دقائق والدمع يلمعو من بين جفنيها ..

وقالت لي بصوتً يُختنقُ بأكف البكاء يا شَقَاء ..

أخبرني كيف الحُبُ عِندك ..

حينا ضحكتُ ساخراً وقُلتُ لَها آما زلتيْ تَشّعُرينَ بنَبضِي .. ؟

قالَتْ نَعمْ أشعُر ..

فقلت لَها ..

هذه مُجردُ سَاعةٍ مُتحجرةٍ تَدقُ خاويةً من كل ما فيها

تنتظروا وقتً تتباطئ به النبضات ..

والعتمة تستعمر فلسطين عيناها ..

وتُغتالُ الانفاس بـ ( صهيون ) الاختناق ..

بعدما كانت تطالع الصباح والمساء والدمع يكسي زيتونها ..

أملاً بإستفاقتِ عروبة الحب لعلها نجت .. !

ولكنِ قبل ان تدنو مني  أصابع الكراهية  والحقد التي ملئت قلوب العرب ..

عندما أبتعدوا عن هدي المصطفى محمد (صلى الله عليه وسلم  ) وأتبعوا الشهوات والملذات ..

سأقولُ لكِ كيفَ كا نَ الحُب عِنديْ ..

كان الحُبُ ..

هوَ أن أكُونُ قديِساً

رهبَاناً عَاشّقاً

ثمِلاً منتَشّياً

بأنثاً تستَحق أن أجعَلها تاجاً فوقَ رؤوس كلِ النسّاء ..

أن أشَعُر بِها ..

واحتويها ..

والملم شتاتها ..

وأن اعرفُ ما يغضِبُها وأصنع المستحيل كي لا تطال ايادي الغضب صفو مزاجها ..

وأن أكتشف ما يفرحُها ..

وما يجلب السعادة لتفاصيل حياتها

وسأجعلها أسطُورةً يكتِبُها التَارثُونْ فيْ سطُور التَاريخْ ..

وسأرهنُ نبضِي بنبضِها ..

وسأفرحُ حينَ فرحها ..

وسأبكيْ حينَ بُكائها ..

وكثيراٌ لا قدرةٌ لـ أبجَدياتِي على وصفه ... !!

حينها إجتاحتني عاصفةٌ من الذكريات وكسى وجهي الصمت رغماً عني

وتمزقت ستائر العين وإنساب ندى ذكرياتي من على نوافذ الحنين ..

وقلتُ لها والذكريات تنهال من نوافذ الحنين..

هكّذا كانَ حبيْ قبل أن تفتعل الفاحشة في رحم النقاء ..

من ثلاثة تشاركوا هتك عرض السعادة ..

بعد ان وضعوا بذور البكاء في رحم الامنيات ..

ليولد شّقَاءٌ ..

.. عندها صرخت والدموع تغسِلُ وجنَتيها ..

وقامت بالمناداة علي ..

يا شّقَاء ........

يا شّقَاء ........

يا شّقَاء .........

فقلت لها والامل لاح برقهُ في عيناي ..

قولي يا صيغرتي ما بك ..

فصرخت باكيتً بكاءً مُزج بالتناهيد ..

أحُبببببببكْ ..بتنهيدةٍ تصدع منها جُدران غرفتي ..

وبعدَ لَحظات أستيقظتُ والدمعُ قد قبلا وجنتاي ..

فوجدت نفسي  مُعانقاً لوسَادتي ... !

:

:

لـ شَقْاءُ كَاتِب


  • 2

   نشر في 30 يناير 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا