الحياة ما بين الأبيض والأسود ستراها تلمع أمام عينيك لتعلم أنها مسيرة حياتك
نشر في 12 فبراير 2019 .
نولد من رحم أمهاتنا، هدية السماء علي الأرض بتفاصيل تجسدها الطبيعة وأرواح الماضي الطليقة ،تتعايش بيننا بكل حب وصدق ،وتضفي بعض الغموض في أيامنا العابرة .
لسماء تشتاق للابدية ،بعيونها التي أخفت الكثير ،ودموعها التي روت أراض وبساتين.
لا ادريها دموع حزن وفراق أم فرح ولقاء أم دموع سالت بعد كتمان طويل.
ففي النهاية تهدأ ثم تتوقف حتى تسطع شمس يوم جديد .
طريق صمد عصور لكفاح احبة ،اختلط ترابه برماد الحب الذي أصبح في كل مكان حتي صار رمزا للحب في كل العصور .
فاجيبك قارئي قارئي عن أسئلتك تلك التي أعرفها جيدا .
فقد يكون ذلك الطريق الذي تجتازه كل صباح وكل مساء .
او ذلك الطريق الذي تضطرب لأجله مشاعرك فتشعر بمعاناتهم .
لعلك عانيت من لعنته في احدي العصور.
ولعل تلك الصدفة التي لم تتواري عيوبها ،ورغم ذلك يكمن في كل جزء منها حياتك ،لعلها شجرة قد روتها ظروف الحياة فصارت شجرة العمر .
او تلك الكلمات مازالت الأيام ترددها كلمة ..كلمة وحرف ..حرف كأنها أصبحت تجيدها إجادة تامة ،فلم يعد هناك مكان لكلمات أخري .
فذلك الأبيض قد انسحب ليحل لون آخر مكانه .فصارت الألوان الأخرى تنتظر دورها لمزيد من الشغف والحيرة والغموض.
وهكذا الطبيعة تتجسد في كل يوم من ايامك .
لا أدري قارئي ان كانت تصحبك ايامك الي ذلك السرداب او ما أطلق عليه شخصيا ''جحيم الماضي '' وتلك الذكريات التي يدمع لأجلها القلب فيصاحبها بكاء العين أم تلك الضحكات المتلاحقة فتبني عليها ذكريات مستقبلية وتزيد من حدائق ذكرياتك.
لعلك الآن بينهما مزيج متناقض لا أجد له معني فأشعر بأنها تلك الصرخة التي تظهر على هيئة ضحكات عالية.
فلا أخبرك عن مدى قساوتها وعن كثرة الدموع عزيزة النفس .
انت تدري جيدا ،لعلك مثلي أمتزج مع الحياة بشتي الألوان ،فما عدت أميز الواني وما عدت اجيدها تلك الحياة.
فأصبحت باضطراباتها تلك سجن أليم.
ولعل تلك الأمنية المدفونة في خبايا صاحبها قد مر عليها وقت طويل قبل ان تدرك جيدا انه ما عاد يرغبها او يئس تحقيقها .فتركت للايام حتي دفنت في أعمق مكان وهاهي تتذكر كل تلك اللحظات التي عاشاها معا وأيضا الخطط التي قد رسماها معا بكل شغف وتبكي بغزارة .فقد وثقت وتأملت كثيرا حتي خانتها الظروف والأيام وأصبحت من تعداد الموتى .
لعلني الآن أشغل تفكيرك بتلك الأمنيات اليائسة ..البائسة أو يؤنبك ضميرك فتتوقف عن القراءة.
فتجد نفسك أمام تلك الخطايا الصغيرة التي قتلت بدون أدني شفقة .فتعاتب نفسك والايام .
لا عليك ،حتى الآن نحن مازلنا نخطئ ونرتكب تلك الخطايا الصغيرة بين الحين والآخر ولا ندري .فقد نتوقف أحيانا ظنا منا أننا نسينا شيئا أو تمنينا شيئا ولا ندري إلي أين ذهب .فهل تناسيناه ام هو من بادر بالنسيان .
وقد تودي بنا الحياة إلي ذلك الطريق المجهول،فنتوقف لنعيد حساباتنا من جديد ،وها نحن نتكيف ،حتى لم نتوقف لنتساءل لما فعلت بنا كل هذا ؟!
لتستيقظ علي حقيقة أنك تحلم ،فتكف عن ذلك الحلم ،ويتسرب إليك وسواس الخوف من الأحلام .لعلها تقودك إلي ذات الطريق المجهول مرة أخرى .
لعلك الآن قارئي يعمل عقلك وتمرد علي ألا يتوقف وقلبك يشتعل حزنا وألما ،لا أكتبها كلمات لتشعر بها نيران أحاطت بك من كل جانب وهاهي تأكل ما حولك وتنتظرك للاستسلام الآن .
إياك والاستسلام ...إياك والخضوع فعليك المواجهة، الخوف ضروري ولكن ليس صالحا لبناء حياة وأن تواجه أفضل لك ولي بكل تأكيد .وقد تري نفسك مئات المرات في شخص آخر فتلك الملامح والطموحات والامنيات لن تتوه عنها أبدا ،تحتل كل ثغراتك مع تباطؤ الحياة للاستجابة المبكرة ،فكتبت لتكون من أحضان الوداع .
هذه الألوان قد امتزجت معا لتمثل أقوي ما تمتلك واثمن ما تفقد من أشياء. لا عليك ،فكلنا خاسرون.
كلماتنا قوية التعبير ،صامدة أمام تلك الأفواه الجحودة .وقد قبلت التحدي بكل عزيمة وإصرار. كأنها الجولة الأخيرة في المباراة والصيحة الأخيرة التي معها سيتبدد معها كل شئ .
أحيانا نجد أنفسنا خسرنا كل شئ بكلمة واحدة وأحيانا أخري نشعر أننا امتلكنا كل شئ بنفس الكلمة .لا عليك فلن أخبرك المزيد عن أمرها .
لعل الضربة الأولي كانت موجعة بقدر سيل كلماتي الذي ينجرف باتجاهك ولا يود التوقف عن مجاراتك لتشعر بالمزيد من الأحاسيس والمشاعر المتناقضة .
لعلك قارئي ذلك الحصن المنيع وانا اخترقته بكل بساطة هكذا يمتزج الأسود مع شتات قلبك فتراه احلك من بئر عميق .فنفوسنا بقدر عطشها حالكة فتراها دائما في احتياج وهكذا تكون الحياة عندما تخسر كل شئ ،فلا يتبقى سوي فتات ذلك الأمل لتتحسر عليه .
حينما تلمع النجوم في السماء كل ليلة والقمر الذي دائما ما يطل عند شباكي ،أشعر أنني في تعداد تلك النجوم البراقة وصرت واحدة منهم وها أنا أسبح نحو القمر لأسكن بجواره وأنعم بتلك السكنة وبذلك الدفء الذي لم أحظي به قبل في أيامي المشتاقة إليه دائما .
لعل الارض قد امتلأت بتلك الوحشة فقد تفشت في كل جزء من بقاعها لتفسد المزيد من القلوب النقية.
فمرحبا بالسماء،كم أود القدوم !
لعلني الآن قارئي ،أحصد كل ما بداخلك من حب .فصرت تتراقص علي تلك الألحان الشجية ويتعطش قلبك للمزيد من الكلمات التي لم يهجرها سكانها الأوفياء فظلت مسكنهم الوحيد .
لعلك الآن تستمع إلي نهر الشوق ''أم كلثوم '' أو جيتارة الحب ''عبدالحليم حافظ'' لعلك أيضا بجانب كل تلك اللوحات التي خاطبت صاحبها فوقعت ألوانها لينبهر بكل تلك الخطوط التي يري في كل منها قصة تحكي عنه ويألفها ،فصارت اغلي ممتلكاته واقربها .
لعلني الآن أذكرك بالمحبوبة وقد تصاعدت اشواقك ولا تود الإنصات فجازفت لتصل إليها وهاهي تنتظر موافقة سريعة فتبادلا الاشواق في ليلة فريدة .
لعلك أيضا قد مللت او بكيت او ضحكت ولعلني الآن أحدهما، كمثل الطائر فقد توقف عند بابك وترك لك مخلفاته او ذلك الطائر الذي توقف عند بابك وترك لك بيضة ذهبية.
لا أدري، ماذا أمثل لك؟
أخبرني ان كنت تعلم ،تجهلني واجهلك ولكننا صار كلانا يشعر بالآخر ويتقرب منه ونتقرب أكثر وأكثر. فذلك القلم وكلماته قد اقتربا منك ولمسا جزء من قلبك فصارا رفقة جيدة .
وأخيرا، هكذا الحياة ما بين الأبيض والأسود شتان يمتزجا أحيانا ويتنافرا أحيانا وتكون حياتك تلك اللوحة التي تنتظر رسامها ليضع لمساته الأخيرة بتلك الألوان التي تشكلها دقات قلبك.
لعلك الآن قارئي ،تسرع لتتعلم فنون الرسم ولكنك حقا لا تحتاج إليها.ألم أخبرك أننا لدينا لمسةمميزة تختلف كل منها عن الاخري ومع كثرة اللمسات صارت الحياة لوحات فنية مختلفة ومتنوعة ،كل منا لديه ألوانه وكل منا لديه فرشاته ولوحته التي يطل من خلالها علي شريط حياته
التعليقات
بالتأكيد... من الوهلة الأولى... كنت اجهلك ...ريم واجهل ذاك القلم الراقي.... لكن .... بعد أن قرات مقالك هذا.... صار كلانا يتقرب من الاخر ومن فكره أكثر وأكثر ..
فذلك القلم وكلماته قد اقتربا منك .. نعم ... ولمسا جزء من قلبك فصارا رفقة جيدة ... وهو حقا ما حصل ... موفقة جدا في مقالك ريم .. يشرفنى القراءة لكى مجددا...
هكذا هي الحياة
ماأجمل تلك المشاعر التي
خطها لنا قلمكِ الجميل هنا
لقد كتبتِ وابدعتِ
كم كانت كلماتكِ رائعه في معانيها
فكم استمتعت بموضوعك الجميل
بين سحر حروفكِ التي
ليس لها مثيل
دمت بألف خير