أهم المصاعب البحث عن المياه على المريخ
إن الغلاف الجو الرقيق لكوكب المريخ يجعل من الصعوبة بمكان لعرباتنا الجوالة التقاط عينات جيدة من تربة الكوكب
نشر في 24 مارس 2017 .
المِرِّيخ هو الكوكب الرابع في البعد عن الشمس في النظام الشمسي وهو الجار الخارجي للأرض، يلقب في الوقت الحالي بالكوكب الأحمر بسبب لونه المائل إلى الحمرة، بفعل نسبة غبار أكسيد الحديد الثلاثي العالية على سطحه وفي جوه
ويعتقد العلماء أن كوكب المريخ احتوى الماء قبل 3.8 مليار سنة، مما يجعل فرضية وجود حياة عليه متداولة نظريا على الأقل.
سنبحث في هذا المقال عن بعض الصعوبات التي تواجهها بعثات البعثات الربوتية التي أرسلت إلى الكوكب والتي تصعب علينا التأكد من وجود الماء عليه ولو في الماضي ,وذلك نظراً لعدم القدرة إلى الآن لإرسال بعثات بشرية أو آلية تعود بعينات من تربة المريخ ليتم دراستها على الأرض
كما هو معلوم أن المريخ اليوم هو قاحل وجاف بدرجة كبيرة، لكن يوجد أيضاً القليل من المياه والتي يعود وجودها إلى دورة التبخر والتكاثف المتبادلة بين التربة والغلاف الجو.
مقارنةً مع بيئة شبيه في الأرض (صحراء أتاكاما –تشيلي) تتكون قشرة رقيقة ولكنها صلبة من الماء على الجزء العلوي من التربة, تبلغ سماكة هذه الطبقة بعض مليمترات, و قد وجدت مثل هذه الطبقة على سطح المريخ, يعتقد أن سبب صلابة هذه القشرة هي الأملاح الموجودة مع الماء وهذه الأملاح تترسب على التربة عند تبخر الماء مشكلة الطبقة الحمراء على سطح الكوكب.
لقد وجد أن بلورات هذه الأملاح قد جبلت مع حبيبات طين هذه الصحراء, إن عملية ترسب الأملاح لا تحتاج بالفعل سوى كمية قليلة من الماء والقليل من الوقت, وعلى مرور الزمن تكونت طبقات فوق بعضها من هذه العملية.
ما هي أهم صعوبات البحث عن الماء والحياة؟!!
إن عملية تشكل البلورات الملحية والتي شرحنها آنفاً قد حصلت على سطح المريخ مثيرة للاهتمام, لكنها تشكل واحدة من المشاكل التي تواجهها البعثات الروبوتية إلى المريخ, كما يقول Norbert Kömle من أكاديمية العلوم النمساوية
حتى نقوم بدراسة ترتبة المريخ وفهم طبيعتها الكيميائية لكي نقوم بكشف آثار لحياة ميكروية, فإن ذلك يتطلب أن تقوم المركبات الجوالة بحفر في التربة و وضع عينات منها ضمن معدات التحليل الموجودة على هذه المركبات, وهذه العملية تنطوي على وضع العينات في مدخل جهاز التحليل, ولكن الجهاز لم يصمم لتحليل التربة الطينية.
إن ذلك يعود لطبيعة عمل البعثات الروبوتية لاستخراج عينات عميقة نوعا ما باستخدام جهاز الحفر ووضع العينات في جهاز التحليل وقد يستغرق ذلك عدة أيام
وتبرز المشكلة هنا في أن مرور فترة أطول لهذه العملية قد يسبب عملية تصلب وتجمع حبيبات التربة مع بعضها مما يؤدي إلى عدم قدرة جهاز التحليل على تحليل بنية هذه العينة.
عملية التأكد من المشكلة
من أجل التحقق من احتمال حدوث هذه المشكلة قام Kömle وزملاؤه بتجريب حدوث عملية التصلب باستخدام جهاز يقدم ظروف تحاكي بيئة المريخ في مخبرهم، حيث وضع الباحثون عينات من تربة شبيهة للتربة (المريخية) في ظروف تحاكي المريخ من حيث الضغط المنخفض وجو من ثاني أوكسيد الكربون وقاموا بإضافة بعض الرطوبة وعرضوا العينات إلى درجات مختلفة من الحرارة للوصول إلى بدء دورة الذوبان والتجمد التي تحصل في المريخ.
حيث وجد الباحثون أن عملية تصلب التربة تؤدي إلى انسداد مدخل جهاز التحليل وخاصة في وجود نسبة عالية من الطين وهي بالضبط ما نحتاج إلى تحليله لكون وجود دلالات كبيرة على احتمالية تضمن هذه العينات على دلائل على حياة مريخية قديمة.
هل من حل؟!!!
اقترح Kömle حل بسيط لهذه المشكلة وذلك باستخدام مدخل أعرض لجهاز التحليل أو تعريض العينات إلى عملية اهتزاز داخل جهاز التحليل مما يؤدي إلى كسر تصلب التربة مع بعضها
في النهاية نجد مما سبق صعوبة في الاعتماد على البعثات الحالية لاستخلاص نتائج مؤكدة عن وجود الحياة أو حتى الماء على سطح الكوكب الأحمر
مترجم:BBC Sky at Night - January 2017