https://instagram.com/huda_mzher?utm_source=ig_profile_share&igshid=puvg8cbikri

صباحُ الخير عزيزي ، استيقظتُ اليوم وكعادتي تناولت هاتفي النّقال أُراجعُ أهم الإشعارات التي وصلتني ليلة أمس الىٰ أقلها أهمية ..

اعتذرُ جداً لم أعر رسائلك القصيرة المهمة -بالنسبةِ لك- أنتباه ، لكن الأمر الذي في جُعبتي يستحق  ، لن أقل لكَ "كنتُ نائمة" أو "انشغلتُ بالكتابةِ" إلىٰ الرابعة فجراً .. أو حِجَجٌّ اُخر إطلاقاً ، لكن علىٰ كُلِّ حالٍ وددتُ في يومي التالي أن أُخبرك حَدثاً أعتدنا حديثهُ في صداقتنا انا وانت . موضوعٌ واحد يتصل به جميع المواضيع من بعيدٍ كان أو من قريب ،  و الحقيقة أن كُل مواضيعينا معاً تَصبُ في بئرِ واحد "سيرتهُ هوَ" و لا يشتركَ بسيرتهِ أحد ، أو ربما الحقيقة أني اجّرُ بالأحاديث لأجعلها تتغنى عنه  .

انا اعتذرُ لأمرين أولهم : لم أعد مُرسلتُك بالتوِّ ، و لأني أخلفتُ وعداً قطعتهُ لكَ كان -كما قُلت- " لأجلي" . لا أعلم كيف لكن حدث ! والتفاصيل الصغيرة ساتجاوزها الآن حتىٰ اراكَ في أقربِ وقت . تحدثنا معاً -انا و "هو"- واختصاراً للحديث ؛ تستطيع أن تقول : قد عادت مياهِنا الىٰ سواقيها ، مياههُ رَوتني ، شعرتُ بحجمِ الصحاري التي كدستّها خلافاتنا  ، وهجريَّ لهُ أرقني ، وهو ايضاً كان مُتعطشاً لارتشاف ماء ساقيتي . اما ابتهاجي اليوم كان واضحاً لأقراني في العمل ، لا امتلكُ جُمَلاً صَبيةً أُطلقها فتأتيك راقصةً تُعبر عن شدِة فرح مزاجي اليوم .

دائماً ما كُنتَ تقول لي : يهمُني رؤية ابتسامتك مُشرعّة .. ، وفقاً لذلك .. ؛ انا سامحتهُ ، وسمَحتُ لِرئتيّ بالتنفس و لأكشف  عن ابتسامةٍ يَهُمّكَ شأنُها . تحدثنا لساعاتٍ طويلة تجاوزت الخمس ساعات ، أُذني إلىٰ الآن تثملُ لسماعِ صوته بَعد انقاطعٍ لِودِّنا طويل ، وجنتي لم أُميز بعد ما اذا كانت مُتَلهبة لحروفِهِ المُتسللة لرأسي ومن مشاعرِهُ الذكية التي أعشق !؟ ام أنه فِعّلَ هاتفي الذي نفذَ شحنهُ وطال التصاقه علىٰ وجهي لساعاتٍ فارتفعتْ منهُ حرارتي ، لا أعلم لا أعلم .. لا ارغبَ بمعرفةِ شيءٍ اليوم ، قلبي مُزدحم بالأعراسِ و الزغاريد ، اُحِبُـهُ ذلكَ الأحمق جداً .. لا تضحك ! انا اراكَ تضحكُ الآن لجنوني كعادتُك ياصديقي السيء ، لست بمجنونة ولا طفلة ولا بِعَنيدة ؛ فقط أني لا أستطيعُ تَقَبُلِ غيره ، وسواهُ أغبياء وحمقىٰ ، و هذا الماكر لديهِ مفاتيحي .

أتمنى أن تفرح بذلك ، صديقتُك سعيدةٌ جداً ، لا أحد يعلم بهذا الأمر ولن ؛ ما ضرّنا غير الناس وعقد نقصهم الممزوجة بالنفاق وانفهم الذي يتوسط مواضيعنا ، الناسُ تُفسد المُبهِجات دائماً يا صديق ، سامحني علىٰ إهمالي لكَ سادعوك بعد وقت العمل الىٰ مقهانا  وسط الحبيبةِ بغداد ، وسامحني لإخلافي بالوعود والتي أعلم سوف ترد عليَّ بها ردِكَ المعتاد والمُتوقع " لا تعتذري لي ، بل اعتذري لذاتك" .

الوَعود ، والقَسم الذي يرتبطُ "بـهِ هوَ" دائماً مُخلٌّ ياصديقي وغير حقيقية ولا يؤخذُ به بتاتاً .