ومضات عند السَّحَر
ومضة عن التسامح
نشر في 04 مارس 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
منذ حوالي الساعتين و بدون استئذان بدأت تتوارد إلى ذهني ذكريات مؤلمة تتمحور حول قصة ظلم رأيتها و عايشتها ..
في كل مرة ينتابني نفس الشعور ... غصة عميقة تجتاحني و صداع ممزوج بغثيان و حنق مؤلم يتحول إلى غضب يعصف بي و مئات الأسئلة و لوم الذات على عجزي عن تجنيب غاليتي تلك التجربة المؤلمة .. كنت حينها أتصفح بعض الوريقات القديمة لتقع عيناي على بضع سطور عن حياة خباب بن الأرت .. الصحابي الجليل رضي الله عنه و أرضاه
أحياناً يرسل الله تعالى رسائل خفية غنية بالحكمة ليشعرنا بمعنى الإيمان الحقيقي به ..
خباب كان حداداً مملوكاً لإحدى نساء مكة و لدى إسلامه سلطت عليه ربّته و زبانيتها أسوء أنواع العذاب من حرق و تشويه .. صنوف و أنواع من الألم و التعذيب الوحشي ذاقها خباب رضي الله عنه .. لكن العبرة ليس هنا .. عاش خباب ليشهد مقتل بعض من عذبه و عاش أيضاً ليرى بقية معذبيه و قد أسلموا ليعيشو معا في مجتمع واحد و ربما ليصلوا في نفس المسجد
تخيلته في المسجد يسلّم و يصلي إلى جنب من يرى آثار تعذيبه ما تزال مرسومة على جسده
أي نفس عظيمة لك أيها العظيم لتتقبل من ظلمك و تسامحه .. لكن ذلك طبيعي لمن كان تلميذاً ل محمد عليه أفضل الصلاة و السلام .. من قال لأعداء الأمس اذهبوا فأنتم الطلقاء
فأين نحن منهم ...
أين نحن ...
-
سماح المزيّكإعمال العقل غاية ووسيلة معاً